الرئيسيةتاء التأنيثيوم الكاتبة المغاربية  أو حين يتم نقل القضايا الاجتماعية عبر المشاعر

يوم الكاتبة المغاربية  أو حين يتم نقل القضايا الاجتماعية عبر المشاعر

يعد يوم الكاتبة المغاربية، الذي يصادف التاسع من مارس من كل سنة، مناسبة للاحتفاء بالإبداع الفكري النسائي وتسليط الضوء على دور كاتبات المنطقة المغاربية في تحرر المرأة داخل المجتمع المعاصر.

ولطالما جمعت علاقة وثيقة بين هؤلاء النساء والكتاب، من خلال أعمالهن القيمة التي تستعرض مسارهن، وأعمالهن الطلائعية داخل مجتمعات ما تزال تحكمها العديد من الأعراف، وفي ظل هيمنة الحديث بشكل أكبر عن زملائهن الذكور في الساحة الأدبية.

وحول الاحتفاء بيوم الكاتبة المغاربية، تقول الكاتبة سعاد جامعي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه ” لا معنى لهذا اليوم إلا إذا اقترن بنقاشات وبتسليط الأضواء على أعمال الكاتبات المغاربيات”.  وأشارت السيدة جامعي، وهي أيضا طبيبة متخصصة في أمراض القلب، إلى أن ك تابات النساء المغاربيات “غالبا ما ارتبطت بالتحرر والبحث عن مسار للتغلب على بعض العقبات الثقافية”، معتبرة أنه “من غير العادل اختزال أعمالهن فقط في هذا المجال، بل يجب أن نؤكد على القيم الجمالية والأدبية لك تاباتهن، وأن لا نقتصر على إبراز التزامهن”.

وأضافت أن ”الكاتبات الرائدات، من قبيل فاطمة المرنيسي وآسيا جبار، حاولن الخروج من الحدود الخفية التي تم فرضها عليهن منذ سن مبكرة، كما أثبتن أن المرأة قادرة على الوجود خارج الحدود الأبوية”.

وفي معرض تطرقها للكتابة من خلال السجل الفكاهي والهزلي، والذي تجسده روايتاها “Un toubib dans la ville” “ط بيب في المدينة” (دار النشر أفريك أوريون) و“Le serment du dernier Messager” “ق سم  الرسول الأخير” (دار النشر لاكروازي دي شومان)، قالت سعاد جامعي إنها ركزت على “وهم المصعد الاجتماعي من خلال الدراسات”.  وسجلت السيدة جامعي أن “الكتابة هي بالدرجة الأولى نقل بواسطة المشاعر، والتي يمكن أن تكون ضحكا أو سخرية أو تشويقا”، مضيفة أن “الرسالة التي تمر عبر المشاعر تترك بالضرورة آثارا”.

وبخصوص الاعتراف بالنجاحات النسائية في المجالات التي تعتبر حكرا على الذكور، ترى الكاتبة المغربية أن قضية النوع لم تكن أبدا عقبة أمام تحرر المرأة، موضحة أنها بصفتها طبيبة “لم يسبق لي أن لاحظت فرقا في التقدير من جانب المرضى، مقارنة بزملائي الذكور، وكذلك ككاتبة، لم تكن قضية النوع مطروحة بالنسبة لي”.

وأضافت أنه “قد يبدو التطور طويل الأمد، لكنه جار وسيحدث بنفس الطريقة التي أصبحت بها مهنة الطب أو المهن الأخرى مؤنثة”، مسجلة أن المجال الأدبي يوجد كذلك في طور التوسع والتنوع.

وشددت الروائية على أن “النساء بدأن في الانخراط في مجالات الكتابة التي كانت حكرا على الرجال، ولاسيما في مجالي الخيال العلمي والقصص المصورة”.

وفي تطرقها إلى مكانة الثقافة بصفة عامة، والقراءة على الخصوص، أبرزت السيدة جامعي ضرورة تقديم القراءة للشباب على أنها أداة للاستكشاف والتحرر والتسامح والانفتاح على العالم، مع ترك الحرية لهم لقراءة جميع الأنواع الأدبية، ولاسيما القصص المصورة والشعر.

صوفيا العوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: