الرئيسيةسلايدمؤشر إدراك الفساد ينقط للمغرب

مؤشر إدراك الفساد ينقط للمغرب

*ياز بريس

في ظـل اسـتحالة إنجـاز البحـث الوطنـي حـول تطـور الفسـاد،علاقـة بالوضـع المترتـب عـن جائحـة كوفيـد-19 والتدابـير الاسـتثنائية لمواجهـة تداعياتـه، ركـزت الهيئـة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها جهودهـا عـلى تحليـل ودراسـة المعطيـات المتوفـرة، خاصـة تلـك التـي سـجلها مـؤشر إدراك الفسـاد برسـم 2020 والـذي وقـف عـلى أن المغـرب بحصولـه عـلى 40 /100  يكـون قـد سـجل تراجعـا بنقطـة واحـدة مقارنـة مـع 2019 ،منبهـا إلى افتقـار التدابـير الاسـتثنائية التـي اتخذتهـا الحكومـة لمواجهـة الجائحـة إلى متطلبـات ضـمن الشـفافية والرقابـة،لا سـيما فيـما يتعلـق بالمشـتريات العامـة ومنـح الدعـم والتعويضـات، بالإضافـة إلى الإعفـاءات الخاصـة التـي لاتخضـع الحكومـة للمسـاءلة عنهـا، مؤكـدا امتـداد هـذه المبـادرات إلى مجـالات أخـرى تشـكل مخاطـر قـد تكـون كبـيرة مـن حيـث الفسـاد وسـوء إدارة الأمـوال.  

كـما رصـدت الهيئـة في تقريرها الحديث، الذي قدمه رئيسها السيد محمد بشير الراشدي في ندوة صحفية وم اللاثاء 30 نونبر 2021 بالرباط، تطـور الفسـاد مـن خـلال مـؤشر الثقـة الـذي يصـدره سـنويا المعهـد المغـرب لتحليـل السياســات؛ إذ تبــين لهــا أن قطــاع الصحــة يحتــل مســتويات عليــا في تصــور المســتجوبين بخصــوص انتشــار الفســاد متبوعــا بقطــاع التعليـم.

ومــن زاويــة المتابعــات القضائيــة، اعتمــدت الهيئــة عــلى تقريــر رئيــس النيابــة العامــة الــذي ســجل تلقــي 20192  حـوالي الخـط المبـاشر للتبليـغ عـن الرشـوة منـذ انطلاقـه بتاريـخ 14 في ماي 2018 إلى حدود دجنبر 2019 حوالي 36138 مكالمة ، والـذي أفـضى إلى 117 عمليـة ضبـط للمشـتبه فيهـم في حالـة تلبـس، همـت مناطـق مختلفـة مــن المغــرب، وتتعلــق برشــاوى تــتراوح بــي مبالــغ بســيطة لا تتعــدى 50 درهــم ومبالــغ مهمــة بلغــت في إحـدى الحـالات 300 ألف درهـم. كـما أن القطاعـات التـي يتعامـل معهـا المواطـن بشـكل يومـي هـي المعنيـة أكـثر بالحـالات التـي تـم ضبطهـا. وبخصــوص جرائــم الفســاد المعروضــة أمــام أقســام الجرائــم الماليــة، أكــد تقريــر رئيــس النيابــة العامــة أن الحاجـة مـا زالـت ماسـة إلى بـذل المزيـد مـن الجهـد مـن أجـل تحقيـق الغايـة المرجـوة مـن إحـداث هاتـه الأقسـام، خاصـة بعدمـا لوحـظ أن عـدد المخلـف مـن القضايـا المعروضـة أمامهـالايـزال كبـيا، كـم أن بعـض القضايـا مـا زالـت لـدى الشرطـة القضائيـة رغـم مـرور أمـد طويـل عـلى فتـح الأبحـاث بشـأنها.

و انتهــى مــؤشر مــدركات الفســاد برســم ســنة 2020 إلى نفــس التصنيفـات العامـة المرصـودة سـنة 2019 ، والمتعلقـة أساسـا بتقـدم منطقـة أوروبـا الغربيـة والاتحـاد الأوروبي التـي حصلـت عـلى نقطـة 66 /100 ، مقابـل الوضـع المـتردي لمنطقـة إفريقيـا جنـوب الصحـراء التـي حصلـت عـلى 32 /100 .فيـما سـجلت منطقـة آسـيا والمحيـط الهـادئ معـدل 45 /100 .أمـا منطقـة أوروبـا الشرقيـة وآسـيا الوسـطى، فقـد حصلـت عـلى معـدل 36/ 100 .وبخصـوص منطقـة الـشرق الأوسـط وشـمل إفريقيـا، فقـد حصلـت عـلى معـدل 39 /100 .وفيـم يتعلـق بالأمريكتـي، فقـد حصلتـا عـلى معـدل 45 /100 . وفي ســياق رصــده لعلاقــة الفســاد بجائحــة كوفيــد-19 ،ســجل هــذا المــؤشر أن ارتفــاع مســتويات الفســاد يرتبـط بانخفـاض تغطيـة الرعايـة الصحيـة الشـاملة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: