الرئيسيةالأمازيغيةللا تاعلات: الإسلام الأمازيغي يقدس المرأة قبل ظهور عيدها الأممي..

للا تاعلات: الإسلام الأمازيغي يقدس المرأة قبل ظهور عيدها الأممي..

✍️ عبدالله بوشطارت

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد المرأة يوم 8 مارس من كل سنة، ويقدمون الورود والتهاني والشكلاطة للنساء اعترافا وعرفانا لما تقدمه المرأة من تضحيات كبيرة في سبيل المجتمع والأسرة، ولأهميتها الفضلى في بناء المجتمعات وتنميتها وحضارتها… وهو العيد الذي ظهر في بداية القرن العشرين بصيغ كثيرة ومختلفة حتى تمكنت التنظيمات الشيوعية والاشتراكية من تكريس وترسيم هذا اليوم وجعله أمميا.

قبل هذه الدينامية التي نبعت من أوساط سياسية علمانية، كان الإسلام الامازيغي قد سبق لهذا التخليد والتكريم والاعتراف بقيمة وأهمية المرأة، وجعل من مزار امرأة ولية صالحة فضاء مقدسا يحج إليه آلاف الفقهاء والطلبة والعوام من كل فج عميق على حد تعبير المرحوم المجدوب لله جامع نشانطي، إنه مقام الصالحة لالة تاعلات في الخميس الأول من مارس الفلاحي، ( الامازيغ سبقوا الأمميين في اختيار بداية شهر مارس شهر الزهور والورود إجديگن لتخليد المرأة في يوم مقدس) … التي تمكنت بفعل بركتها ومناقبها الكثيرة ورمزيتها من فرض احترام الفقهاء والطلبة ورجال الدين الصلحاء و إگرامن وأقطاب الصوفية، الذين يأتون في موسمها أنموگار للزيارة والتجارة والقراءة..

كما يتميز هذا الموسم الأمازيغي بصيغة المؤنث، بميزة خاصة، وهو بيع جميع أصناف الكتب والمظان والمخطوطات.. وإن كان يدل هذا عن شيئ فإنه يدل عن القيمة التي تحظى بها المرأة في المقدس الامازيغي والتي تقترن بالثقافة والمعرفة وعالم الكتاب والطباعة والمخطوطات… وليس ذلك ببعيد عن عالم لالة تاعلات التي عرفت بتملكها لثقافة موسوعية وكاسبة لمعرفة كبيرة في شتى ضروب العلم وأمور الحياة والمجتمع….

اذا كانت المرأة في بعض المجتمعات تعاني من المأساة والاحتقار والعنف المادي والرمزي اما لأسباب دينية أو ثقافية او تاريخية او اجتماعية… فإن الامازيغ جعلوا من المرأة رمزا للفخر والحرية والقيادة، فهي تسمى تامغارت أي الزعيمة والقائدة في البيت كما في المجتمع وتحظى بتوقير واحترام كبيرين… المرأة لدى الأمازيغ تقلدت جميع المناصب واعتلت كل المراتب، وكان لها الشأن العظيم، كانت أميرة وملكة وزعيمة وتاجرة وفنانة… وولية وصالحة كما هو شأن للا تاعلات…

الامازيغ وحتى بعد اقتناعهم الإسلام لم يقتنعوا بالذكورية المشرقية، وتأكد لنا ذلك في كثير من الأحداث التاريخية سواء بعلاقة الأميرة كنزة بادريس وثورات الخوارج الامازيغ وثورة البوغواطيون والدور الكبير لزينب تانفزاويت في تأسيس المرابطين…. فحافظ الامازيغ على منظومة القيم التي تؤطر ثقافتهم بعد اعتنافهم للاسلام، كقيمة الحرية وفصل الدين عن السلطة والسياسة والتي سرقها الأوربيون من الامازيغ وتراثهم وسموها العلمانية…. الخ.. لذلك فحين نقول الإسلام الامازيغي فنقصد به الإسلام الذي ينفصل عن العروبة والوهابية والسلفية والاخوانية… الإسلام الامازيغي الذي يقدس المرأة ويجعل آلاف الفقهاء والطلبة يأتون من براري بعيدة للتبرك بها ومنها والدعاء لها… وقد عرف عن للا تاعلات كونها شاعرة أمازيغية مشهورة…

نطلب الله أن يجعل من مغربنا العزيز ينعم باسلامه الامازيغي المعتدل وينعمنا ببركة أولياء/ ت إگرامن د تگرامين…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: