أعلن رئيس جامعة القاضي عياض، مولاي الحسن احبيض، يوم الثلاثاء 5 يناير الجاري بمراكش، أن الجامعة انخرطت بجدية في مشروع وطني هام يتمثل في خلق مركز للبحث في التراث اللامادي.
وقال احبيض، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لندوة علمية حول “دور إمارة المؤمنين في ترسيخ قيم محبة الرسول الكريم”، إن “مهمة الجامعة في صيانة الهوية وحماية ثوابتها الثقافية وترسيخ قيم المواطنة الصالحة عظيمة، ولهذا اختارت جامعتنا الانخراط الجاد في مشروع وطني هام وهو خلق مركز للبحث في التراث اللامادي.
وأبرز المسؤول الجامعي أن هذا المركز سيعنى بشكل أساس، بتشجيع البحث في مثل هذه المجالات، وعقد شراكات علمية للبحث الأكاديمي مع مؤسسات ثقافية ودينية ذات صيت طيب وأثر متميز في الساحة الثقافية والدينية. وذكر بأن إحداث هذا المركز يندرج في إطار “سياسة انفتاح الجامعة على محيطها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، لبلورة رؤى وتصورات علمية ومشاريع تنموية، قادرة على التأطير العلمي للأفكار والترشيد السلوكي للأفعال والتصرفات في كل قطاعات ومجالات الفعل الإنساني داخل مجتمعنا، وذلك من خلال دراسات وأبحاث علمية أكاديمية دقيقة وفاحصة ونافعة ومفيدة”.
وارتباطا بموضوع الندوة، شدد احبيض على أهمية الماضي في بناء الحاضر، وقيمة التراث في صناعة وتقويم العمران، مبرزا “أهمية النبوة في ديننا وتاريخنا وثقافتنا، هذه النبوة التي تستمد منها إمارة المؤمنين الشريفة ببلدنا المغرب أساس الاقتداء والاهتداء وشرف الانتساب”. وأضاف أن “هذا ما جعل مقام أمير المؤمنين على مر تاريخ العلويين جزءا لا يتجزأ من كيان المغاربة، ومكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية والهوية الوطنية، فإمارة المؤمنين جزء من تاريخ المغاربة وجزء من حاضرهم، وهي امتداد للنبوة نسبا وهديا وسلوكا ودعوة وصيانة لحمى الملة والدين ورعاية شؤون المسلمين”.
وأوضح أن “هذه الحقائق الدينية والتاريخية لا يدركها إلا صاحب العقل الحصيف، والإدراك الجيد العميق، وذلك لا يكون إلا بالمعرفة العالمة، ومختبر هذه المعرفة ومصدرها الأساس هو الجامعة بكلياتها وشعبها ومختبراتها وأساتذتها وباحثيها”.
وتابع أن “هؤلاء هم المسؤولون عن إنتاج المعرفة العلمية العالمة الموجهة للعقول المسددة للأفكار، وكل انزياح عن ذلك يؤدي لا محالة إلى إفساد العقول والسلوك، وفي الفكر الديني بشكل خاص والحقائق التاريخية إذا غاب العالم والباحث الأكاديمي وجدنا أنفسنا أمام ظواهر شادة فكرية وأخلاقية واجتماعية”.
وخلص احبيض إلى القول إن “جامعة القاضي عياض لتعي بقوة جسامة المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها في خدمة المجتمع المغربي، وفي التعاون مع أصحاب القرار محليا ووطنيا في النهوض بشؤونه والسير به إلى مراتب الرقي والازدهار، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
من جانبه، أوضح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، السيد عبد الرحيم بنعلي، أن هذه الندوة العلمية تتضمن بحوثا مفيدة ودراسات علمية رصينة، من إنتاج أساتذة جامعيين أكفاء، سبروا أغوار السيرة العطرة، وجلوا سياسة أمير المؤمنين المحققة لنصرة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم؛ تعريفا برسالته،وبيانا لشمائله، وكشفا عن سيرته، وتجلية لهديه القائم على الوسطية والاعتدال.