عبد المجيد صرودي
ألنيف الذي لا يتغير؟ إنه العنوان الذي يتردد على الألسن منذ فجر الاستقلال، كلما ذكر ألنيف، إلى درجة أن البعض منا، يحن للحظات الوجود أو الاستعمار الفرنسي بالمغرب تحت يافطة الحماية. وحتى ” تِكوى ” التي نراها الآن تقاوم بألنيف المركز تشهد لردهات هذه الجغرافيا الملعونة.
تاريخيا، ألنيف، ضارب في القدم؛ كان في الأول قيادة قروية ثم جماعة ترابية، وأخيرا صار دائرة محلية، يضم مركزا للدرك الملكي، وثلاثة مساجد، ويتوفر على مقاهي ومحلات تجارية، ويلتئم فيه السوق ثلاث مرات أسبوعيا، وتوجد فيه مؤسسات بنكية تقدم خدماتها للزبناء.
ملامح التنمية فيه، وشروط الحياة المعاصرة في حدودها الدنيا، الشيء الذي له الأثر الكبير على الأوضاع النفسية والمعيشية والوظيفية. طرقات مهترئة، لا ترقى لمستوى إدارة بحجم دائرة، مستوصف في حاجة للإنعاش، قبل أن يُنعِش المرضى، وشغل الشاغل في ألنيف المتأرجحة بين القرية والمدينة ” دير شي مشروع تربح فلوس.. وبلا هضرة “!
الغالبية العظمى من المواطنين في هذه الربوع لهم حس سياسي عال، لكن يصطدم هذا الحس بالواقع في فترات الانتخابات الجماعية والتشريعية، ولا تسمع سوى فلان هو من سيكون وليس الآخر. المواطنون في مثل هذه الأوساط لا يصوتون على حزب، بل على شخص بعينه، أما اختيار حزب او الانخراط فيه فدائما يبقى نقاشا مؤجلا لأن الأشخاص النافذين في ألنيف أقوى من أي حزب، وعلى الأحزاب التبرك بهؤلاء الأشخاص عشية كل انتخابات.
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هو أن لا أهمية للكفاءة، بقدر ما يهم أن يكون الإنسان ” ذا مال ” على حد تعبير الناس بالمنطقة.
المثقفون الذين يعول عليهم؛ هاجروا طوعا أوكرها، وحتى حين يعودون في بعض المناسبات لا يستطيعون المكوث غير أسبوع، وأغلبهم من أبناء المهجر. بينما الشباب؛ يظل دائما الحلقة الضائعة في تلك الجغرافيا المنسية.
ترى، هل سنأخذ العبرة من آيت خباش، ووحدتهم وتضحياتهم الجسام التي كسرت شوكة شيوخ الجهة؟ أم سنبدأ من حيث انتهى الأولون؟ أم هي بداية النهاية حقا، سنقول كلمتنا، نحن أيضا؛ آيت ملوانة؟