عبد اللطيف لمراني
من الحكايات الجميلة التي رواها لي أبي رحمة الله عليه، وهي متعددة، وذات مغازي عميقة… أنه حين كان ابن الخمس سنوات.. في مدغرة بقصر بوسعيد.. عند ولوجه الكتاب لحفظ القرآن كباقي أقرانه… كان مجال القصر بدأ يتمدد نحو قصور مجاورة.. وبعد الاطلاع على السواقي وتقاسم حصص المياه…وبعد معرفة أطفال آخرين يتقاسمون حصير الكتاب..
وكان قصر الكنز الأقرب لقصر بوسعيد من تجمعات سكنية عديدة أخرى.
بعدة زاوية املكيس و مسكي…
كانت الأعياد والمناسبات لا تخلو من أغان، لا زال بعضها يردد ويغنى لحد الآن.. متأثرة كلماتها بالمدح الديني…
يحكي أبي رحمه الله، أنه كان يمل، ما ينطلق حشد في عرس أو مناسبة دينية تغنى بأغنية غريبة على صبي في سنه كي يفك كلماتها.. ومن بين تلك الأغاني.. التي قيلت في مدح الرسول..
“كنزي و راسمالي يا رسول الله”..
كان مولاي عمر يستشيط غضبا..غضب الأطفال الطاهرين…
معتقدا انها مؤامرة ضد قصر بوسعيد …فهي اغنية تنسب الرسول لقصر الكنز…كنزي وراسمالي..
لما كن يروي الحكاية …كان يقصد بالضبط تلك الغيرة على الانتماء ..للمجال الذي يجب على الجميع ان يتطلع لرؤيته أحسن من جيرانه…رغم انه يدرك أن الرسول ليس لا بوسعيديا ولا كنزيا ولا مسكيا… ولا حتى مدغريا…وفي قرارة نفسه أنه رسول للعالمين…
لكنه كان يرفض هكذا استعمال…او احتواء…
وهكذا وجب الحد الأدنى من الغيرة.. البريئة لا شوفينية فيها..
الغيرة مطلوبة على المنطقة .. الغيرة إيجابية.. خاصة حين يتم التلاعب بالرموز..
تحية حب دائم لروحك…وتحية لأهل القصور المذكورة…
ولكل غيور.. على مجاله هوية وثقافة وتاريخا.. من أجل تنمية عادلة ومتوازنة….
بوسعيدي وكنزي ومظغري وبودنيبي وفيلالي واطلسي انت كذلك يا وطني..