طالب الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء 27 يناير 2021 مختبرات “أسترازينيكا” بتقديم اللقاحات المضادة لفيروس كورونا التي يتم إنتاجها في مصنعين في المملكة المتحدة على النحو المتفق عليه، على ما قالت المفوضة الأوروبية لشؤون الصحة ستيلا كيرياكيدس.
ووفقا لمصدر أوروبي، تعتزم المجموعة تقديم “ربع” الجرعات التي وعدت بها في البداية الدول ال27 للاتحاد الاوروبي في الربع الأول من هذه السنة.
وبموجب العقد الذي وقعه الاتحاد الأوروبي في غشت الماضي والذي ينص على استلامه ما يصل إلى 400 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، كان على المختبر البريطاني اللجوء إلى أربعة مصانع لضمان إنتاجه: اثنان في الاتحاد الأوروبي احدهما في بلجيكا، واثنان في المملكة المتحدة، بحسب مسؤولة أوروبية.
وقالت كيرياكيدس خلال مؤتمر صحافي “دعوني أكون واضحة: لا يوجد تسلسل هرمي لهذه المصانع في العقد ولا تفرقة بين المواقع في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي”. وأوضحت أن “المصانع البريطانية جزء من عقد الطلب المسبق ولذلك عليها تسليم” الجرعات المتوقعة منها.
وتعترض بروكسل على تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة “استرازينيكا” باسكال سوريو الذي يقول إن “الاتفاق البريطاني جرى التوصل إليه في يونيو (2020)، قبل ثلاثة أشهر من الاتفاق الأوروبي”.
وقالت مسؤولة في بروكسل “دعونا نذكر بالأمور لتبديد الشكوك: لم يكن هناك أي شك في أن هذين المصنعين (البريطانيين) كانا بمثابة احتياط أو دعم” لإنتاج اللقاحات المخصصة للاتحاد الأوروبي.
واضافت “من غير المقبول تقليص كمية التسليم إلى “ربع ما كان يفترض تسليمه لنا” في الربع الأول من العام، في وقت ساهم الاتحاد الأوروبي في تمويل عملية تطوير اللقاح وزيادة وسائل الإنتاج.
وأشارت إلى أن المفوضية الأوروبية خصصت حوالى 336 مليون يورو لشركة “أسترازينيكا” لهذا الغرض، لكن لم يتم دفعها بالكامل بعد.
وكان مختبر استرازينيكا البريطاني المتهم أوروبيا بالتأخر في تسليم اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي ينتجه، انسحب من اجتماع ينظمه الاتحاد الأوروبي، فيما “شككت” بروكسل بشدة في التبريرات التي قدمها المختبر البريطاني بشأن ذلك التأخير.
وفيما ينتظر أن يعطي الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر الجمعة لاستخدام هذا اللقاح، أعلنت أسترازينيكا الأسبوع الماضي أن الجرعات التي ستسلمها ستكون أقل مما كان مقررا في الفصل الأول بسبب “تراجع إنتاجية” أحد مواقع التصنيع الأوروبية.
وسبق أن استدعي مختبر استرازينيكا الذي أعلن خفضا في كمية اللقاحات في الربع الأول مرتين لتوضيح موقفه أمام ممثلين عن الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية. لكن تبريراته اعتبرت “غير مرضية” فتقرر عقد اجتماع يوم الأربعاء. لكن استرازينيكا “انسحبت” من الاجتماع ، كما أكد لوكالة فرانس برس مسؤول أوروبي كبير.
ونددت بروكسل بالحجج المقدمة من مدير أسترازينيكا باسكال سوريو لتفسير أسباب التأخير في إنتاج لقاحها المضاد لفيروس كورونا المستجد في مقابلة له مع صحف أوروبية عدة، لا سيما مبدأ أن يخصص إنتاج المصانع البريطانية أولا إلى المملكة المتحدة.
وقال سوريو في المقابلة إن “الاتفاق البريطاني جرى التوصل إليه في يونيو (2020)، قبل ثلاثة أشهر من الاتفاق الأوروبي… اشترطت لندن أن تذهب الإمدادات من سلسلة الإنتاج البريطانية أولا إلى المملكة المتحدة”.
وأضاف أن عقد الطلب المسبق الذي جرى التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في غشت الماضي والذي ينص على التزويد بما يصل إلى 400 مليون جرعة، أورد أن “مواقع التصنيع البريطانية تشكل خيارا لأوروبا، لكن في وقت لاحق”.
وفي مقتطف نشر في صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، يؤكد سوريو أنه “على أية حال، ليس لدينا التزام بأي شكل من الأشكال تجاه الاتحاد الأوروبي (…) ما بيننا ليس التزاما تعاقديا . قلنا: سنفعل ما بوسعنا، من دون أن نضمن شيئا “.
ورأى أن “الاتحاد الأوروبي يريد تقريبا عدد جرعات مساويا لجرعات المملكة المتحدة رغم أنه وقع العقد بعدها بثلاثة أشهر. ولذلك قلنا: سنفعل ما بوسعنا، لكننا لن نلتزم بالأمر تعاقديا “.
(أ ف ب)