صدر مؤخرا للكاتب أبو القاسم الشبري مؤلف جديد بعنوان “الدين في السياسة والمجتمع. بين دوغــمائية الأولين وتحريــفات التابعين” ،يحلل أمور الدين والسياسة والمجتمع، في ارتباط ثلاثي كمحرك للحضارة وفاعل فيها ولأجلها.
واعتبر مقدم الكتاب حسن قرنفل أن المؤلف هو في حد ذاته دعوة لكل المثقفين والباحثين والسياسيين والقوى الحية في المجتمع من أجل الخوض بجدية في تحليل أمور الدين والسياسة، وما يجمع وما يفصل بينهما .
و يتناول أبو القاسم الشبري في كتابه ، الذي يقع في فصلين وملاحق وببليوغرافيا في 190 صفحة من الحجم المتوسط ، ارتباط الدين والسياسة بالمجتمع بمنطلقات سياسية وأنتربولوجية ، مستحضرا نشأة التدين عند المجتمعات الموسومة بالبدائية وملامسا اجتهادات رجال الدين في مختلف الديانات و حرية العقيدة والحريات الفردية ،التي ،من منظور الكاتب ، “غالبا ما ت ـفهم في زيغ عن مرماها وحكمتها وفلسفتها “.
كما يلامس الباحث في كتابه ، الذي صدر عن دار “الفاصلة للنشر” بطنجة نهاية الشهر الماضي ، تاريخ نشأة الجماعات الإسلامية وتغلغلها في فضاءات معرفية و كيفية تحولها، فكريا وثقافيا وإعلاميا، من جماعات د ع وية إلى حركات أو إلى أحزاب، إلى أن وصلت دفة الحكم في عدة بلدان عرفت انتفاضات جماهيرية قادها شبان وشابات، حداثيون ،حسب تقييم المؤلف .
فيما يتطرق الفصل الثاني من كتاب أبو القاسم الشبري الى مواضيع سياسية متنوعة ومترابطة، مثل المرأة والسياسة، وثقافة البادية، وعلاقة المثقف بالسياسة.
و أبوالقاسم الشـبري، فاعل سياسي وجمعوي، خبير في التراث العالمي، خريج المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط ومدرسة التكوين الدولي في الثقافة بباريس ،له مؤلفات ومساهمات فكرية في قضايا تدبير الشأن الثقافي والسياسات الثقافية، و تثمين التراث، دراسة وتعريفا وترميما وإعادة توظيف.