بابتسامتها المشرقة والحازمة ، تبدو سعيدة ورحمان، وهي أصغر عضوة منتخبة بجهة بني ملال-خنيفرة ، مقتنعة تماما بالدور الريادي الذي يمكن أن تضطلع به الشابات القرويات في التنمية المحلية.
لقد أصبحت هذه الشابة، البالغة من العمر 24 سنة والمزدادة بالبلدة الصغيرة لأفورار (أزيلال) ، أصغر منتخبة بجهة بني ملال خنيفرة ، بعد أن فازت بمقعد بالمجلس الجهوي.
وكانت سعيدة، الحاصلة على شهادة البكالوريا في الآداب العصرية ، تتابع دراستها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة السلطان مولاي سليمان قبل أن تنتقل إلى الرباط لاستكمال دراسة الماستر تخصص أدب عربي ، والعودة أخيرا إلى مسقط رأسها حيث قررت الترشح لانتخابات 8 شتنبر.
وفي تصريح لقناة (إم 24 ) ، أوضحت أن الحوافز التي دفعتها للترشح ، تتمثل في الدفاع عن قريناتها بالمناطق الجبلية، وتحسين الشأن المحلي وتعزيز تمكين النساء والفتيات خاصة في العالم القروي ، والنهوض بأوضاعهن ودمجهن في الحياة العملية وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في كل ما يتعلق بتدبير جماعة أفورار.
وتضيف هذه المولعة بعالم القراءة ، أنها دشنت أولى خطواتها السياسية من خلال مرافقة والدها ، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الوسط السياسي للمدينة ، في مناسبات عديدة إلى اجتماعات المجلس الجماعي لأفورار حيث كان عضوا بالمجلس، ومن ثمة راكمت تجربة، واكتسبت خبرة ومعرفة بهذا المجال.
وفيما يشبه البوح أسرت ” عبر الوالد كنت أتنفس السياسة، ومع كل استيقاظة جديدة ، كان لدي شعور يشبه الحلم ، حلم الطفولة ، أن أرى امرأة أزيلال القروية تأخذ مصيرها بيدها ، وهذا الإقليم الجبلي يتوفر على البنيات التحتية الحديثة، خصوصا في مجال الصحة، وقبل كل شيء رؤية الشباب بأعالي الجبال في مراكز اتخاذ القرار…”.
في الختام أعربت سعيدة عن رغبتها في أن تصبح أول امرأة تتولى رئاسة مجلس جهة بني ملال – خنيفرة ، “وهو حلم لن يكون سهلا بكل تأكيد في عالم سياسي حيث المنافسة الشديدة والصعبة هي النظام السائد اليوم “.