قد يشكل الانتصار الذي حققه الممثل جوني ديب يوم أمس الأربعاء في مواجهته القضائية مع طليقته أمبير هيرد فرصة أمامه لكي يعيد إطلاق مسيرته المهنية، مع أن من غير المؤكد أن تتهافت شركات الإنتاج مجددا في وقت قريب على نجم “ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين”.
ورحب ديب بالحكم الصادر عن هيئة المحلفين والذي نص على إلزام أمبير هيرد دفع عشرة ملايين دولار كتعويضات لديب وخمسة ملايين دولار كتعويضات عقابية عن تصريحات تشهيرية أدلت بها الممثلة ضده، وقال “هيئة المحلفين أعادت لي حياتي”. اما هيرد التي رفعت دعوى مضادة في إطار المحاكمة نفسها التي جرت في فرجينيا، ففرض الحكم على الممثل أن يدفع لها عطلا وضررا بقيمة مليوني دولار.
وأشار الخبراء أمام المحكمة إلى أن ديب خسر مبالغ بقيمة 22 مليون دولار جراء عدم إسناد دور جاك سبارو إليه في الجزء السادس من “ذي بايرتس أوف ذي كاريبيين” عقب تصريحات أمبير هيرد.
وقدم محامو هيرد من جانبهم أدلة على أن نجومية ديب تلاشت قبل تلك المرحلة بوقت طويل بسبب “سلوك الممثل غير المهني” جراء تعاطيه الكحول والمخدرات.
ويقول منتج عمل مع جوني ديب سابقا إن “الضرر وقع، وبدءا من اليوم يمكن أن تنطلق مرحلة العودة إلى وضع طبيعي نوعا ما”.
ويضيف المنتج الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس “لا أظن أن ديب سيحصل على عروض كبيرة جدا مع شركات الإنتاج” في ظل ما أثير خلال المحاكمة.
ويتابع “إذا كان ديب يرمي الزجاجات ويتعاطى المخدرات ولا يلتزم الحضور في الوقت المحدد، فلن تتحمل شركات الإنتاج تداعيات أي تأخير يكلفها مبالغ طائلة، قد يتسبب به ممثل لم يعد نجمه ساطعا “.
ويعتبر المنتج أن شركات الإنتاج الكبيرة قد تواجه صعوبة في ضمان نجاح إنتاجات ذات ميزانية كبيرة يشارك فيها جوني ديب، مضيفا أن “اختياره للمشاركة في أعمال تكلف مليارات الدولارات بات خطوة محفوفة بالمخاطر”.
ومع أن أعضاء هيئة المحلفين والمعجبون بديب على شبكات التواصل أيدوا الممثل خلال المحاكمة، إلا أن ذلك لا يضمن بأي شكل من الأشكال أن يتمكن ديب من جذب المشاهدين، وتحديدا النساء منهم، وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة مجددا .
ويقول المنتج إن “بعض أقوال ديب كانت شنيعة”، في إشارة إلى رسائل هاتفية عرضت أثناء المحاكمة ووصف ديب فيها طليقته بـ”البقرة الغبية” وتحدث عن “حرق جثتها”.
ونجح بعض النجوم الهوليووديين، كميل غيبسون وروبرت داوني جونيور، في إعادة إحياء مسيراتهم المهنية بعد خلافات أدت إلى دمار حياتهم التمثيلية، مع أن لا مجال للمقارنة بين قضاياهم وما شهدته مواجهة ديب مع طليقته.
وتقول الأستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا والمتخصصة في إدارة السمعة كارن نورث “أظن أن بعض شركات الإنتاج مستعدة للعمل مع ديب بدءا من اليوم”.
وتشير إلى أن “أعمال ديب كانت دائما تحقق إيرادات جيدة في شباك التذاكر” رغم السلسلة الأخيرة من الإخفاقات، معتبرة أن ديب استفاد من ظهور علني كبير خلال هذه المحاكمة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة.
ومن المؤكد أن أي نجم ذي صورة متزنة ورصينة سيجد صعوبة في استعادة مسيرته المهنية بعد روايات تدعي أنه كان يتعاطى المخدرات ويصاب بنوبات ثمالة جراء تعاطيه المفرط للكحول، لكن جوني ديب “لم يتظاهر قط بأنه رجل مهذب وحسن السلوك”.
وتقول نورث “عندما يظهر الشخص جانبا سيئا نوعا ما من شخصيته ويتهم بارتكاب تجاوزات كالتي ذ كرت في حق ديب سيقول الناس “حسنا إن الأمر لا يشكل مفاجأة لنا، ولن يغير الفكرة التي نحتفظ بها عن هذا الشخص”. وتابع “أعتقد أن جوني ديب سينجح في إعادة إحياء مسيرته التمثيلية، إن الأمر يبدو لي منطقيا “، وفي حال عاد ديب إلى عالم السينما، فقد يفضل ألا يكون ذلك من خلال هوليوود.
ويقول المنتج الذي عمل معه “يمكن أن يصبح ديب أحد وجوه الاعمال المستقلة التي يستغرق تصويرها بين ستة إلى ثمانية أسابيع وتبلغ رواتبها 250 ألف دولار، مع حصول الممثل على 25% من حقوق ملكية العمل”، ويضيف أن ديب “قد يحصل على دور صغير جميل جدا (…) ويبهر المشاهدين بأداء رائع”.
وفي حال فشلت هذه الخطوة، يشير المنتج أن امام الممثل فرصة “للمشاركة بأعمال في أوروبا”، ويقول إن “الشركات هناك لا تكترث لأمور كالتي حصلت مع ديب”، معتبرا ان الممثل سيشارك من دون شك في أفلام فرنسية أو ألمانية.
ومن المفترض ان يظهر ديب البالغ 58 عاما في فيلم “جان دو باري” للمخرجة الفرنسية مايوين. ويتولى ديب في هذا الفيلم الطويل الذي لا يزال في مرحلة ما قبل الإنتاج، دور الملك لويس الخامس عشر.