أعلنت شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي اليوم الجمعة تراجعا حادا بلغت نسبته 69 بالمئة في أرباحها الصافية العام الماضي لا سيما بسبب العقوبات الأميركية التي أضعفت مبيعاتها من الهواتف بشكل كبير.
في الوقت نفسه، أعلنت المجموعة في بيانها ليومه الجمعة أن مديرتها المالية مينغ وانتشو ابنة مؤسس هواوي ستتولى الرئاسة الدورية للشركة اعتبارا من السبت لمدة ستة أشهر. وقد سبق لووانتشو أن اعتقلت في كندا في 2018 بطلب من الولايات المتحدة مما أدى إلى أزمة دبلوماسية كبيرة بين بكين وأوتاوا.
وفي أجواء من المنافسة مع الصين في قطاع التكنولوجيا، أدرجت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب “هواوي” على اللائحة السوداء في 2019.
ويمنع هذا الإجراء الشركات الأميركية من بيع المجموعة تقنيات حساسة بما في ذلك المعالجات الدقيقة. ولم تغير الإدارة الحالية لجو بايدن هذه السياسة.
وقد ساهمت هذه العقوبات في منع هواوي من استعمال نظام غوغل لتشغيل اندرويد الموجود في معظم الهواتف الذكية في العالم.
وأدى هذا الوضع إلى إضعاف فرع الهواتف في هواوي بشكل كبير في السنوات الأخيرة الذي انفصل في 2020 عن علامته التجارية الأولى “هونور”.
في هذا السياق، أعلنت هواوي عن انخفاض أرباحها الصافية بحوالى 69 بالمئة على أساس سنوي خلال 2022.
وحققت المجموعة أرباحا بلغت 35,6 مليار يوان (4,7 مليارات يورو) في 2022 مقابل 113,7 مليار يوان في 2021 عندما سجلت أفضل أداء تاريخي لها.
من جهة أخرى، سجلت مبيعات المجموعة ارتفاعا طفيفا خلال عام واحد (+0,9 بالمئة) وبلغت قيمتها 642,3 مليار يوان (85,8 مليار يورو). وكانت قد انخفضت في 2021 بنسبة تتجاوز 28 بالمئة.
قال إريك شو رئيس مجلس إدارة هواوي في بيان له “في 2022، استمرت أجواء الأعمال الصعبة وعوامل غير مرتبطة بالسوق في التأثير على أعمال هواوي”، من دون الإشارة صراحة إلى العقوبات. وكانت هواوي حينها واحدة من أكبر ثلاث شركات لتصنيع الهواتف الذكية في العالم إلى جانب الكورية سامسونغ والأميركية آبل. وقد احتلت المركز الأول لفترة وجيزة مدعومة بالطلب في الصين والمبيعات في الأسواق الناشئة.
ولم تكشف هواوي تفاصيل عدد الهواتف المحمولة التي باعتها العام الماضي.
ويشار إلى ان الشركة غير مدرجة في البورصة لذلك لا تخضع للالتزامات نفسها للتصديق على الحسابات أو التفاصيل في نشر نتائجها.
وهواوي هي أيضا المزود الرائد لمعدات الجيل الخامس في العالم. لكن واشنطن ضغطت على حلفائها للتخلي عنها لتجهيز شبكات الجيل الخامس الخاصة بهم بحجة أن بكين يمكن أن تستخدم هواوي لمراقبة اتصالات الدولة وحركة البيانات.
وتركز الشركة حاليا من جديد على السوق الصينية وتنويع أنشطتها لا سيما في الحوسبة السحابية والسيارات المتصلة وتصميم الرقائق.
ويقع مقر مجموعة هواوي في مدينة شنجن في جنوب الصين ويعمل لديها حوالى 207 آلاف موظف ولديها مراكز في أكثر من 170 دولة.