نظمت جمعية أباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد بكلميم، يوم امس الخميس، ورشة تكوينية حول موضوع “مستجدات التوحد: تشخيص، تكفل، صعوبات، نصائح “، تندرج ضمن سلسلة من الأنشطة والتي نظمتها الجمعية ما بين 1 و7 أبريل الجاري تخليدا لليوم العالمي للتوحد الذي يصادف 2 أبريل من كل سنة.
واستهدفت هذه الدورة الكوينية المنظمة بشراكة مع جمعية “ليونز كلوب” سندباد بالدارالبيضاء، التابعة ل “ليونز كلوب” الدولية – منطقة 416 المغرب، عدد من آباء وأمهات أطفال التوحد، ومربين ومربيات بمراكز اجتماعية تحتض هذه الفئة من الأطفال، وكذا أطر طبية وشبه طبية، وطلبة بالمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم.
وتروم هذه الدورة التكوينية المنظمة أيضا بتعاون مع المجلس الجماعي لكلميم، واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لكلميم وادنون، إلى التعريف بمرض التوحد والتحسيس والتوعية به، وكذا العمل على تأهيل أطفال التوحد لاندماجهم في المجتمع.
وأشرف على تأطير هذه الورشة، البروفيسور حبيبة الحاج خليفة، متخصصة في طب الأطفال، وهي أستاذة بكلية الطب بالدارالبيضاء سابقا ، وذلك بحضور عدد من عضوات (جمعية “ليونز كلوب” سندباد بالدارالبيضاء).
وأكد رئيس جمعية أباء وأمهات الأطفال المصابين بالتوحد بكلميم، عبدالكريم إد بنصر، في تصريح صحافي، أن هذه الورشة التكوينية التي تأتي في إطار عدة أنشطة أعدتها الجمعية تخليدا لليوم العالمي للتوحد، تهدف إلى التعريف بالتوحد والتحسيس والتوعية به ونشر ثقافة الاعتراف بأطفال التوحد وادماجهم داخل المجتمع.
من جهتها، أكدت رئيسة جمعية “ليونز كلوب” سندباد بالدارالبيضاء، ماريا بوسيف، في كلمة بالمناسبة، أن مشاركة الجمعية في هذه الورشة هو نابع من التزامها بدعم أطفال التوحد الذين يعانون من اضطراب عصبي يؤثر على حياتهم اليومية، مضيفة أن تحسيس وتوعية أمهات وآباء أطفال التوحد هو من مهام وأهداف الجمعية .
من جانبها، قدمت وفاء شرقاوي، رئيسة سابقة لجمعية “ليونز كلوب” سندباد بالدارالبيضاء، لمحة عن “جمعية ليونز كلوب” الدولية، مشيرة إلى أن هذه المنظمة التي تأسست سنة 1917 بالولايات المتحدة الأمريكية وتضم أزيد من مليون و400 ألف عضو يمثلون أزيد من حوالي 210 بلدا، تهدف إلى توفير الرعاية والصحة والتعليم والمساعدات الغذائية، وخدمات إنسانية أخرى.
وأشارت إلى أن من اهتمامات هذه المنظمة مواكبة أطفال التوحد من خلال تكوين وتأطير آباء وأمهات هؤلاء الأطفال في إطار “المواكبة الأبوية”، فضلا عن تقديم الجمعية لعدة تجهيزات لأقسام بمؤسسات تعليمية.
وخلال هذه الورشة، قدمت السيدة حبيبة الحاج خليفة، وهي أيضا رئيسة سابقة للجمعية المغربية لطب الأطفال، عرضا حول مستجدات التوحد تطرقت فيه إلى التعريف بالتوحد وأسبابه، مع التركيز على التمييز بين نوعين من التوحد ، أولهما ناتج عن أمراض عصبية مرتبطة بالدماغ ، والنوع الثاني ليس له علاقة بأي مرض عصبي مما يستدعي معرفة مصدره قصد التشخيص والعلاج .
كما أكدت على ضرورة توعية المتدربين والمتدربات العاملين بمراكز اجتماعية تحتضن أطفال التوحد، بكيفية التعامل مع هذه الفئة التي تجد صعوبة في التمدرس وداخل الأسرة، مشددة على أهمية التواصل مع أسر أطفال التوحد قصد الوقوف على طرق التربية والتعلم والتمدرس.
ويشكل اليوم العالمي للتوحد، الذي يصادف الثاني من أبريل من كل سنة، فرصة للتحسيس والتوعية بهذا الداء، والتأكيد على الحاجة الملحة للعمل من أجل تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من التوحد وإدماجهم الكامل داخل المجتمع وتمكينهم من حقوقهم كاملة في مجالات التعليم والصحة والشغل.