أصدر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، يوم الثلاثاء الماضي، تقريره السنوي حول ” الجيوسياسية الإفريقية خلال سنة 2023″، وهو عمل يقف من خلاله كتاب ومحللون أفارقة عند الحياة الجيوسياسية للقارة في 2022، ويقاربون الأحداث البارزة لبداية سنة 2023.
وفي نسخته الجديدة، التي تم إصدارها على هامش الدورة السابعة للمؤتمر السنوي للسلم والأمن في إفريقيا، يعزز التقرير فكرة تعبير إفريقيا عن نفسها، إذ يتناول المؤلفون الـ30 للتقرير المتحدرون من 12 دولة إفريقية، شؤون قارتهم من خلال سردية تتناول مختلف جوانب الحياة الجيوسياسية للقارة الإفريقية.
وأبرز المسؤول عن العلاقات الدولية في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، مهدي بن عمر، بمناسبة نقاش حول هذا التقرير، أن وظيفة هذا العمل التحليلي تتمثل في الانخراط في دعم المقولة التي تفيد بأنه “يتوجب علينا، نحن الأفارقة، أن نتعرف على أنفسنا بشكل أفضل، وأن نتملك سردية حقيقية نعبر من خلالها عن شؤون قارتنا”.
ومن جانبها، أكدت كبيرة الباحثين بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، نزهة العلوي محمدي، على أن هذا التقرير يعكس بوضوح التزام مركز السياسات للجنوب الجديد بإنتاج المعرفة، والاجتهاد في إيجاد منظور خاص لتحليل القضايا التي تؤثر على النصف الجنوبي للمعمور.
وبحسب تقديم الكتاب، يعد إصدار هذه السنة، الذي نشر تحت إشراف كبير الباحثين بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، عبد الحق باسو، مبتكرا من حيث إثرائه بقسم جديد حل محل الفصل الافتتاحي المعتاد “بانوراما إفريقية”. ويتعلق الأمر بـ “النقاش الإفريقي” الذي يحاور باحثين من القارة من طرف مسير يأخذهم في جولة حول سنة من الحياة الجيوسياسية لإفريقيا.
وتقدم الأجزاء الأخرى من هذا الإصدار معلومات خام كما هو الحال بالنسبة لـ “إفريقيا باختصار”، وهي الأجزاء التي جاءت نتيجة العمل الذي تم تنفيذه على مدار السنة من قبل قسم العلاقات الدولية وخلية اليقظة والتحليل بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد.
وبحسب بلاغ للمنظمين، فإن هذا الموعد السنوي، الذي اختار لهذه الدورة موضوع “إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في إفريقيا”، يروم تحليل الرهانات المرتبطة بالسلم والأمن في إفريقيا من خلال التركيز على نقاط القوة والتاريخ والقدرات من أجل التغلب على التحديات الراهنة.