الرئيسيةسلايدزلزال أكادير الأقوى في تاريخ الهزات الأرضية التي ضربت المغرب وزلزال الحوز فاق زلزال الحسيمة في الأرواح

زلزال أكادير الأقوى في تاريخ الهزات الأرضية التي ضربت المغرب وزلزال الحوز فاق زلزال الحسيمة في الأرواح

بجماعة إيغيل غرب مراكش مركز الهزة التي تم استشعارها بعدة مدن في محيط بلغ 400 كلم

ناصر جابور: الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حول 6 درجات

فيليب فيرنان: حتما ستحدث هزات ارتدادية حتى لو كانت أقل قوة فإنها ستؤدي إلى انهيار المباني

يوجد المغرب في منطقة عدم استقرار زلزاليا لانتمائه إلى حوض البحر المتوسط الذي عرف زلازل قوية عبر التاريخ، كما أن المملكة تنتمي إلى منطقة تتأثر بالدرع الأطلسي. بالإضافة إلى وضع البلاد يوجد بين منطقة حوض البحر المتوسط والصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوراسية.

لا يتأثر المغرب مباشرة بالزلازل الصادرة عن الدرع الأطلسي، بل تصل قوتها إلى السواحل المغربية، وقد عرف المغرب ظاهرتين زلزالين تعرض أكادير لهزة أرضية قوية خلفت ما يزيد عن 12000 من الضحايا وآلاف الجرحى، ثم زلزال الحسيمة الذي يعتبر أخطر زلزال بعد أكادير، حيث أدى إلى سقوط أزيد من 628 قتيل و926 بجروح بليغة، وأزيد من 15230 بدون مأوى، وذلك في 24 فبراير 2004.

  • خسائر في الأرواح

لكن حصيلة زلزال الحوز فاقت الخسائر في الأرواح، حيث أعلنت وزارة الداخلية، في حصيلة محينة للهزة الأرضية التي شهدتها بعض عمالات وأقاليم المملكة، مساء الجمعة 8 شتنبر 2023، أن عدد الوفيات بلغ إلى حدود الساعة العاشرة ليلة السبت الأحد 9/10 شتنبر 2023 ، 2012 شخص، وعدد الجرحى 2059، حالة 1404 منهم خطيرة.

وأوضح بلاغ للوزارة أن عدد الوفيات بلغ 1293 بإقليم الحوز، و452 بإقليم تارودانت، و41 بإقليم ورزازات، و15 بعمالة مراكش.

وأكد المصدر ذاته أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة بكل من عمالات وأقاليم شيشاوة، أزيلال، أكادير إداوتنان، الدار البيضاء الكبرى، اليوسفية وتنغير.

وأبرزت الوزارة أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

الزلازل عبارة عن هزات أرضية تحدث من وقت لآخر نتيجة تقلصات في القشرة الأرضية، وعدم استقرار باطنها (المائع الناري)، وتحدث في اليابسة أو في الماء أو كليهما معا، وقد عرف المغرب عدة زلازل عبر التاريخ، وكان أخطرها زلزال أكادير سنة 1960 الذي خلف أضرارا بشرية ومادية، وكذا زلزال 1969، الذي ضرب كل البلاد وخلف عشرات القتلى و200 جريح، ثم الزلزال العنيف الذي هز مدينة الحسيمة في 24 فبراير 2004 وتسبب في مقتل وتشريد مئات السكان، وفيما يلي جرد لأهم الزلازل التي ضربت المغرب منذ عام 818 للميلاد حسب موسوعة المغرب الكبرى.

  • زلزال مريع يصرب المغرب

وضرب زلزال المغرب مريع ضفتي مضيق جبل طارق28 ماي 818. وفي أول دجنبر و30 منه عام 1079 دمر زلزالان عنيفان أبراجا ومنارات وبنايات فيما لقي العديد من الأشخاص مصرعهم تحت الأنقاض.

وفي سنة 1276 تسبب زلزال قوي في تدمير مدينة العرائش مخلفا العديد من القتلى. وفي شتنبر من سنة 1522 ضرب زلزال عنيف المغرب تسبب في دمار مدينة فاس وفي خسائر بمدينة تطوان وفي . 26 يناير 1531 شعر سكان المغرب بوقع زلزال قوي.

وفي أول مارس 1579 دمر زلزال ضرب مدينة مليلية عشرات المنازل وجزء من سور المدينة. أما في  11 ماي 1624 دمر زلزال كارثي الجزء الأكبر من مدن تازة وفاس ومكناس. أما في  5غشت 1660 ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية مجددا وخلف خسائر مادية كبيرة. وفي يوليوز 1719 شهدت المدن الساحلية المغربية زلزالا قويا دمر جزءا من مدينة مراكش. وفي 27 دجنبر 1722 خلف زلزال مدمر خسائر جسيمة في المدن الساحلية المغربية.

و دمر زلزال آخر مدينة أكادير. وفي 1و18 نوفمبر 1731 دمر الزلزالان اللذان ضربا مدينة لشبونة البرتغالية أغلب المدن الساحلية المغربية. وفي 15 أبريل 1757 دمر زلزال مدمر عدة بنايات بمدينة سلا المجاورة للرباط. وبتاريخ12 أبريل 1773 دمر زلزال عنيف مدينة طنجة تدميرا شبه كلي فيما انهارت عدة منازل بفاس فيما شعر سكان سلا بالهزة.

وفي غشت 1792 ضرب زلزال عنيف مجددا مدينة مليلية ودمر عددا من البنايات. وبتاريخ 11 فبراير 1848 خلف زلزال عنيف خسائر جسيمة في مدينة مليلية وشعر به السكان في عدة مناطق بالمغرب. وفي تاريخ12 و22 يناير 1909 دمر زلزال دواوير بقبيلة غمارة بضواحي مدينة تطوان، مخلفا مائة ضحية بين قتيل وجريح. وفي تاريخ 4 يناير 1929 تسببت هزة أرضية في خسائر بمدينة فاس وضواحيها.

  • 12 ألف قتيل وخسائر

ودمر زلزال بقوة 5.7 درجة على سلم ريشتر المفتوح يوم 29 فبراير 1960مدينة أكادير مخلفا 12 ألف قتيل وخسائر مادية قدرت آنذاك بـ 290 مليون دولار.

وشعر سكان جل مناطق المغرب يوم 28 فبراير 1969 بوقوع زلزال قوي حدد مركزه بمدينة لشبونة البرتغالية غير أن الهزة بلغت قوتها القصوى بالساحل الأطلسي وحددت حصيلة الزلزال في حوالي عشرة قتلى و200 جريح.

وهزت هزة عنيفة مدينة الحسيمة يوم 24 فبراير 2004 بلغت قوتها 6,5 درجات على مقياس ريشتر، خلفت أزيد من 628 قتيل و926 بجروح بليغة وأزيد من 15230 بدون مأوى، واهتزت الحسيمة عدة مرات كان أبرزها عامي 1910 و1927، وفي سنة 1994 شهدت المنطقة ذاتها زلزالا بلغت قوته 5.4 على مقياس ريشتر، ونجم عن هذه الهزة الأرضية انهيار الآلاف من المنازل خصوصا في القرى والمداشر.

وفي هذا الإطار أوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه والمتخصص في التكتونيات النشطة، خصوصا في المغرب، أن الزلزال القوي الذي ضرب المغرب وقع في منطقة “ليست الأكثر نشاطا ” في البلاد.

ويعد المغرب من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث. وكان زلزال أكادير (5,7 درجات في العام 1960) قد دمر المدينة بأكملها وتسبب في مقتل حوالى 15 ألف شخص، كذلك كان هناك زلزال الحسيمة (6,4 درجات في العام 2004) الذي وقع في منطقة أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط.

  • هزات ارتدادية لا محالة

حاليا ، لا يقع مركز الزلزال في المنطقة الأكثر نشاطا في المغرب. ولكن هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حد ما، مما يعني أن التشوه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ إن هذا النوع من الزلازل هو الذي أدى إلى صعود جبال الأطلس الكبير.

في تركيا مثلا، كانت هناك حركة أفقية، اذ أن تركيا تتحرك بشكل أساسي باتجاه الغرب، أي أنها “تتحرك” نحو اليونان. هناك انزلاق أفقي للصفائح. هنا(في المغرب)، نحن على نقطة التقاء بين إفريقيا وأوراسيا أو أيبيريا، الجزء الإسباني، وعلى الصدوع المتداخلة. ترتفع تضاريس الأطلس الكبير على الجهة الأمامية إلى الشمال. لكننا لا نزال في سياق حدود الصفائح.

علينا أن نرى مدى قوة الزلزال. لقد وصل إلى 6,8 أو 6,9 درجات، وهي قوة شديدة إلى حد ما. ومن الواضح أنها تهز المنطقة بشكل كبير.

ثم هناك العمق، ففي البداية تم الإعلان عن حوالى 25-30 كيلومترا ، ولكن يبدو أنه سيصل إلى حوالى 10 كيلومترات. كل ما اقتربنا من السطح، كل ما كان تأثير التصدع أكبر. لقد عايشنا ذلك في فرنسا في العام 2019 في منطقة تيل في أرديش (جنوب). كان زلزالا “صغيرا “، لكن بما أنه وقع على عمق كيلومتر واحد، فقد أحدث اهتزازا كبيرا .

سيكون هناك حتما هزات ارتدادية، وحتى لو كانت أقل قوة، فإنها يمكن أن تؤد ي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال.

عادة، هناك ميل للقول إن الهز ات الارتدادية تكون شدتها منخفضة، مثل “شقوق” صغيرة. عليك أن تفك ر في الأمر على أنه شريط مطاطي كبير قمت بسحبه، وانكسرت قطعة منه. لكن في تركيا، أد ى زلزال إلى آخر. يمكن أن يؤد ي التصد ع الأول، من خلال التأثير المتسلسل، إلى صدع آخر، مم ا يعني أنه يوجد أحيانا خطر حدوث زلزال أقوى بعد الزلزال الأول.

  • هزات بلغت أقواها 6 درجات

لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأي شيء. نحن نحاول تقدير فترات التكرار اعتمادا على قوة الزلازل المختلفة؛ ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضويا ، بحيث يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة ثم قد لا يحدث شيء لفترة طويلة.

في نفس السياق أكد ناصر جابور، رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الذي ضرب مساء يوم لجمعة الماضي إقليم الحوز تكون أقل قوة وقد لا تشعر بها الساكنة.

وأوضح في تصريح صحفي أن الهزة، التي حدد مركزها بجماعة إيغيل (80 كلم جنوب غرب مدينة مراكش) ، تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم.

وأضاف أن ” الهزة الرئيسية تلتها مئات من الهزات الارتدادية بلغت أقواها حول 6 درجات ” مشيرا إلى أن الهزات الارتدادية تكون عموما أقل قوة من الهزة الرئيسية.

وحسب المسؤول، فإن الهزات الارتدادية تفقد قوتها كلما ابتعدنا عن مركز الزلزال. وقال “إنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *