أثارت حادثة طرد تلميذة من ثانوية في الجزائر، بسبب ارتدائها الزي التقليدي القبائلي (الأمازيغي)، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، حول تعريف “اللباس المحترم” و توحيد الزي بين طلاب المدارس. فما قصة هذا الرداء؟
ووقعت الحادثة في ثانوية برشيش في القصر بولاية بجاية الناطقة بالأمازيغية شرقي الجزائر، حيث أُجبرت تلميذة تدرس في السنة الثانية ثانوي، على مغادرة المدرسة لأنها كانت ترتدي زيا قبائليا تقليديا.
وسرعان ما انتشرت القصة بعد أن ظهرت والدة التلميذة التي تدعى“تيزيري” في فيديو على مواقع التواصل تروي فيه تفاصيل ما حدث مع ابنتها. وقامت الوالدة إثر ذلك باصطحاب ابنتها من جديد إلى المدرسة مرفوقة بعدد من النسوة اللواتي ارتدين كلهن الزي القبائلي من أجل إعادة التلميذة لقسم الدراسة وهي بنفس الجبة، تأكيدا على التمسك بهذا اللباس التقليدي.
وبحسب والدة التلميذة، وهي أستاذة جامعية، فإن ابنتها أُجبرت على مغادرة المدرسة من قبل مدير الثانوية، الذي قال لها إنها لا يمكنها ارتداء هذا الزي في المدرسة.
ولا يكاد يخلو أي بيت جزائري من “الجبة القبائلية”، ذلك اللباس الأمازيغي التقليدي الذي تتوارثه النساء جيلا بعد جيل. وما زالت النساء تعتبر “الجبة” رمزا من رموز الهوية الأمازيغية، فتراها في الأعراس، والاحتفالات بأيام يناير، والوزيعة، وولائم الختان بل وحتى في المظاهرات الشعبية.
وتنفرد “الجبة القبائلية” بتصاميمها الفريدة، التي تعبر عن الموروث الثقافي الأمازيغي، وهو سر إصرار العائلات على اقتنائه للفتيات منذ نعومة أظافرهن.
وتتكون الجبة القبائلية من قطع أساسية منها القماش الرئيسي وهو قماش حريري أبيض في الغالب، يحوي رموزا أمازيغية مثل تلك التي ترسم على جدران البيوت بالمداشر.
وتطرز هذه الجبة بخيط حريري خاص، وتزين بألوان زاهية مستوحاة من الطبيعة كاللون البرتقالي والأحمر والأخضر، بالإضافة إلى الأشكال الهندسية التي تبدع النساء في رسمها، باستعمال خيوط الزقزاق المصنوعة من القطن الخالص. وتوضع على الرأس كدليل على “السترة” وغالبا ما ترتديها النساء الكبيرات في السن، ومع ذلك تبقى قطعة لها أهمية في الزي القبائلي.