*يازبريس
اعتبر المشاركون في اللقاء، الذي نظم يوم الأربعاء 4 أكتوبر 2023 بالرباط، لتقديم الكتاب الجماعي “السياسة والتخييل” المخصص لتكريم المفكر المغربي، وأستاذ القانون الدستوري عبد الحي المودن، شهادة صداقة باسم الزمالة الفكرية، التي تربط جميع الذين ساهموا في إنجاز هذا المؤلف بالمحتفى به.
وأجمع المتدخلون أن كتاب “السياسة والتخييل” عمل جماعي موضوعه الصداقة، كما اعتبروا الكتاب في نفس الوقت “أضمومة” أو باقة عمل مشترك، يجمع عدد من الخبرات والمسارات المتنوعة، موضحين في كلمات أدلوا بها، أن هذا المنجز، كتب من أجل عبد الحي المودن، التقت فيه مسارات الموقعين، وتقاطعت فيه أيضا مسارات الكتابة بفعل القراءة.
وأكدت المداخلات أن “السياسة والتخييل”، ساهمت فيه ثلاثة أجيال، بلغات متعددة، ينتمون إلى حقول معرفية متداخلة ومتنوعة، فيها ما يتعلق بالسياسة، وفيها ما يتعلق بالتخييل بالإضافة إلى أن عنوان الكتاب، يوحي بالتقاطع القائم بين عدد من العلوم، كالاقتصاد والقانون، والعلوم الاجتماعية والإبداع أيضا.
عبد الأحد السبتي باسم اللجنة التنسيق، أوضح أن مجموعة من الباحثين والادباء والجامعيين قرروا تأليف هذا الكتاب، واعتبر العملية التفاتة جماعية تقديرا للمحتفى به وللصداقة التي تربط هؤلاء الأساتذة بالمودن.
وقال السبتي بالمناسبة، إن الجامعة تتعامل مع المتقاعدين بمنطق “انتهاء تاريخ الصلاحية”، موضحا أنه منطق تجاري محض وسلوك يعيق التواصل بين الأجيال، وأن الفكرة نبعت من طرف مجموعة سداسية، شكلت لجنة التنسيق لإنجاز الكتاب، وتنتمي هذه اللجنة إلى تخصصات متعددة، اشتغلت ثلاث سنوات ، بدل الجامعي والصحفي إدريس كسكس مجهودات لمتابعة التحضير للوصول الى محطة الإصدار أو الصدور.
الأستاذة الجامعية رحمة بورقية قبلت المساهمة في هذا المنجز دون تردد، مؤكدة على غزارة المساهمات في هذا الكتاب واهميتها، على أنه يجمع أكثر من ثلاثين موضوعا، وما يزيد عن 700 صفحة ، كما أن الكتاب يقدم فهما متميزا للسياسي، وتحوله هذا السياسي في المجتمع المغربي. وتساءلت بورقية عن الجدوى والهدف من المساهمة في هذا المؤلف، وما دلالة تقديم مقالات، تجمع في كتاب، كهدية لصديق محترم؟
ووصفت هذا المؤلف ب”كتاب الصداقة”، معتبرة أنها صداقة فكرية لجيل ينتمي لحقول مختلفة، تقودهم الرغبة في التفكير وتحليل القضايا التي تهم المجتمع المغربي، وذلك تقديرا لعبد الحي المودن.
وأضافت أن هذا العمل يعكس اهتمامات جيل من اصدقاء عبد الحي، جيل مشبع بقيم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وله اهتمامات فكرية مشروعة من خلال الأسئلة التي حملتها الإشكاليات والأسئلة الفكرية والنظرية لمقاربة السياسي، ويدخل إنجاز هذا الكتاب في مبادرات هذا الجيل لتشكيل فهم عميق للمجتمع المغربي، ويبين اهتمام المساهمين بقضايا السلطة السياسية باعتبارها موضوعا جوهريا في تفكير جيل كبير من الباحثين المغاربة .
بورقية أكدت أيضا أن الكتابة عن الأثر النظري والعملي والعلمي لعبد الحي المودن تذكرنا بحدث هام في تاريخ المغرب، إنه تاريخ بدايات هيئة الانصاف والمصالحة، وهكذا نجح “كتاب الصداقة”، في الجمع بين باحثين، ومؤرخين، وكتاب، ومبدعين تحدوهم الإرادة في جعل السياسي في صلب دينامية الماضي والحاضر.
