اتسمت الدورة السادسة عشرة لمنتدى رائدات الأعمال لبلدان البحر الأبيض المتوسط التي استمرت لمدة يومين في قصر الثقافة في مدينة طنجة بحضور مكثف وحوارات معمقة في سياق التطورات العالمية في عالم ريادة المرأة للأعمال، مع التركيز على أهمية دور التكنولوجيا والابتكار في تمكين المرأة اقتصادياً. هذا المنتدى الذي شَكلَ منصة تغاعلية لاستعراض مواضيع متنوعة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمستقبل الاقتصادي والاجتماعي لدور المرأة في المنطقة. بسلسلة من الجلسات التفاعلية وورش العمل حيث تم تسليط الضوء على أبرز المحاور التي شملت الاقتصاد الأخضر، التحول الرقمي، توظيف الذكاء الاصطناعي، ومصادر التمويل للمشاريع النسائية وشكلت هذه المواضيع أساس الحوار والنقاشات خلال كل فعاليات المنتدى
ومن أبرز المحاور التي تم التركيز عليها الحث على أهمية دمج الممارسات المستدامة في جُل الأعمال التي تقودها النساء. تمت مناقشة الاقتصاد الأخضر كأحد الأدوات الأساسية لبناء شركات تراعي البيئة ولتحقق تقدم في خطوات النمو الاقتصادي. وركز المشاركات ضرورة اعتماد التقنيات الحديثة في تعزيز الكفاءة التشغيلية للمشاريع النسائية مع تقليل التأثير البيئي.لم يقتصر الحث على التوجه نحو الرقمنة لتعزيز الإنتاجية فقط، بل ليشمل امكانية تسخير التحول الرقمي لتشجيع الابتكار في طرق إدارة الأعمال، وتسهيل وصول مشاريع المرأة منتجاتها إلى الأسواق العالمية. كان أهم المحاور التي أذت حبزاً من الجارات والمناقشات دور الذكاء الاصطناعي، بأعتباره من أبرز التقنيات التي تُحدث ثورة في طريقة إدارة الأعمال. وسلط المناقشون الضوء على كم الفرص الكبيرة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي لرائدات الأعمال من تحسين التجارب التفاعلية الشخصية للعملاء ابتكار حلول تقنية ابداعية تُسهم في تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية.وناقش الحاضرون التحديات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بالوصول إلى هذه التقنيات بالنسبة لمشايع النساء في المناطق البعيد أو النائية الأقل تطورًا تكنولوجيًا، مما أبرز الحاجة إلى بناء قدرات تقنية شاملة
وتناولت الجلسات محورًا رئيسيًا يتعلق بتمويل المشاريع النسائية، تم الاشتغال على استكشاف آليات تمويل جديدة ومبتكرة تتناسب مع احتياجات رائدات الأعمال اليوم، خاصة في البيئات الاقتصادية الصعبة. تطرقت النقاشات إلى أفضل الطرق التي يمكن من خلالها تحفيز الاستثمار في الشركات الناشئة التي تقودها النساء، وتوفير بيئة داعمة له تساعدهن على تحقيق النمو المستدام. هذا المحور فتح الباب أمام عرض نماذج تمويل ناجحة وشراكات بين القطاعين العام والخاص لتسهيل وصول النساء إلى الموارد المالية
من الجوانب اللافتة للنظر في هذه الدورة هي اللقاءات الثنائية التي تم عقدها بين رائدات الأعمال من مختلف دول البحر الأبيض المتوسط. أسهمت هذه اللقاءات في إبرام شراكات جديدة واتفاقيات تعاون بين مؤسسات حكومية وخاصة، وذلك لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري الإقليمي. هدف هذه التحالفات ليس فقط إلى دعم المشاريع النسائية القائمة، بل إلى خلق بيئة اقتصادية قوية تعزز التعاون الإقليمي بين النساء الرياديات في المنطقة، مما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي.
المنتدى أبرز كذلك أهمية مواكبة تطورات عالم التكنولوجيا والابتكار كأدوات رئيسية لتمكين جهود المرأة اقتصادياً. وتم تقديم قصص لنماذج ناجحة لرائدات أعمال استخدمن التكنولوجيا لخلق سُبل وحلول مبتكرة تمكنها من مواجهة التحديات. هذا الاتجاه نحو الابتكار عزز من مكانة ودور المرأة في بناء اقتصادات قوية مستدامة، ورفع مستوى الوعي بأهمية ريادة الأعمال النسائية كقوة اقتصادية مؤثرة في المنطقة المتوسطية. وأنتجت النقاشات مجموعة من التوصيات والقرارات التي من شأنها دعم المشاريع النسائية على مستوى المتوسط، خصوصاً في مجال تعزيز التمويل المخصص لريادة الأعمال النسائية، وتطوير منصات رقمية موجهة للنساء حاملات المشاريه تسهل تبادل المعلومات بين النساء الرياديات في المنطقة، وتقديم دعوة للحكومات المعنية لإطلاق برامج تدريبية متخصصة لتمكين النساء من مواكبة التحولات التكنولوجية التاكيد على ضرورة دعم السياسات الحكومية التي تعزز المساواة الاقتصادية وتوفير بيئة داعمة لتنمية المرأة في مجال ريادة الأعمال قد شهد المنتدى حضورًا كبيراً متنوعاً ومميزًا لرائدات الأعمال والمسؤولين الحكوميين من مختلف دول حوض البحر الأبيض المتوسط دول ضيفة كما كان هناك مشاركة بارزة من شخصيات نسائية مؤثرة في مجالات الاقتصاد والابتكار. من بين هذه الشخصيات، حضرت وزيرات الاقتصاد والتجارة من دول مثل المغرب، تونس، ليبيان اليونان ، تركيا وإسبانيا، بالإضافة إلى ممثلي الهيئات الدولية والمجتمع المدني. هذا الحضور يعكس اهتمامًا متزايدًا بتعزيز دور المرأة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والابتكار في المنطقة مما يعزز دور ونجاح الدورة السادسة عشرة لمنتدى رائدات الأعمال في ترسيخ التعاون الإقليمي بين دول البحر الأبيض المتوسط، وفي تعزيز الابتكار وريادة الأعمال النسائية كأدوات لتحقيق التنمية المستدامة. بتفعيل الشراكات وتوفير الفرص التمويلية، ستواصل النساء الرياديات دورهن في قيادة الاقتصاد نحو مستقبل أكثر استدامة وشمولية ي المنطقة ليمتد أشعاعها نحو العالم بأسره.
اندلس البكري