محمد المدلاوي
كثيرا ما بينتُ في منشوراتي أن مادة المعجم الأمازيغي العام متوفرة مكتملة في “المعجم العربي-الأمازيغي” لمحمد شفيق.
وبينت في بعض نصوصي الغايات البيداغوجية التي كانت قد دعت المؤلف إلى تنظيم مادة معجمه (ثلاثة أجزاء = 1674 صفحة) على أساس مداخل بالعربية متلوة بالمقابِلات الأمازيغة بحكم الوضعية السوسيولوغوية لحقبة العمل على إنجاز المعجم (ما بين السبعينات واثمانينات)
.
وإذ تغيرت اليوم الوضعية السوسيولوغوية بالمغرب بعد 35 سنة من صدور الجزء الأول، وأصبحت الحاجة تدعو أكثر فأكثر إلى توفير معاجم محض أمازيغية أو مزدوجة اللغة لكن بمداخل أمازيغية، فقد دعوت إلى قلب مادة معجم محمد شفيق إلى معجم بمداخل أمازيغية تمهيدا لصيغة أمازيغية صرف (وأعتقد أني سمعت بوجود ذلك المشروع).
غير أنه قد اتضح لي اليوم أن ذلك المشروع صعب الإنجاز من الناحية التقنية المحض، ويقتضي وجود أناس متمكّنين من العربية الفصحى الغميسة، التي استعملها المؤلف في مداخل معجمه، ومتمكنين كذلك من أوجه الأمازيغية الغميسة التي جمعها المؤلف ميدانيا كمقابلات للمداخل العربية؛ وهي معرفة لا تتوفر عليها أجيال ربَت في المدن وانقطعت عن عن المصادر والمظان من شعر ونثر وأمثال… أمازيغية
.
وبناء على ذلك، فإن إنجاز مثل تلك المعاجم الأمازيغية المداخل، تقتضي القيام أولا بعمل سهل من الناحية التقنية: نوع من “المعاجم المفهرسة”، أي أن يُعمد إلى المداخل العربية الواردة في معجم محمد شفيق من الألف إلي الياء؛ وكلّما عثر على مقابل أمازيغي في شرح المدخل، تُنجز له جذاذة معجمية بمدخل أمازيغي، يتلوه معناه بالعربية ثم يوضع المدخل العربي لمعجم شفيق بين قوسين، على طريقة الأمثلة الآتية (صيغ المداخل الأمازيغية تبين الصيغ الفعلية الأربع)
كًُرا/كًُري/كًرو/كًرّو: “فهم”، “أدرك”؛ “وعى”، استوعب” (مادة: فهم؛ وعي؛ وعب؛ درك)”
فري/فري/فري/فرّي = فرك/فريك/فرك/فّرك: “أحسَّ:، “شعرَ: (مادة: حس؛ شعر)
إن فهرسة من هاذا القبيل لمعجم محمد شفيق مرتبة ترتيبا ألفبائيا بحرف عربي لمن شأنه أن يمهّد لصناعة معجمية أمازيغية-أمازيغية جدّية خالية من تقعيرات التوليدات غير السويّة والتي لا تدعو إليها الحاجة؛ زيادة على أنها توليدات غالبا ما لا تحتفظ بها حتّى ذاكرة من قاموا بنحتها
