– عبد الرحيم الراوي-
“ولدي عندو جوج ديال الإجازات فموريال وباه لاباس عليه وخلص عليه وقراه فالخارج” هذا جواب وزير العدل الذي استفز به المرشحين الراسبون في امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، وهي الرسالة التي لا تعني فقط تلك الفئة وإنما تستهدف جميع العاطلين في مختلف التخصصات… لذلك ونيابة عن مجموعة من الأصدقاء الذين أتقاسم معهم السخط العارم على هذه المسرحية أتكفل بالتعقيب عما جاء في تصريحه
وهبي..
لا أكره في الدنيا أكثر من هذا الثالوث في الإنسان.. المضلل.. المراوغ.. الثقيل على الخاطر، وأعترف لك أن أول نجاح أشهد لك به، هو قدرتك على جمع هذه المتناقضات المتنافرة بطبيعتها – خاصة- فيما أدليت به من تصريحات مضحكة من فرط ما تحمله من دواعي الأسف والأسى منك وعليك..
وهبي..
“أحمض هذه النكات على الخاطر” هو تعليقك على فضيحة امتحان المحاماة بدون خجل ودفاعك عن أغلب أسماء الناجحين المحسوبين على الشخصيات السياسية، وتماديت بأن دافعت عن ابنك بأنه يمتلك شهادات جامعية أجنبية وهذه لوحدها تحتاج التأكد من مدى حصوله على معادلة الدبلوم قبل اجتياز الامتحان… وإذا كان يحسب عليك سخافة مواقفك، إلا أنه يحسب على غيرك مثل هذا الاجتراء الذي صور لك أن كل شيء مباح ومتاح طالما معك سلطة لا يحدها قانون ولا منطق ولا عقل، في رغبة مجنونة في تحقيق أغلب المكاسب الجشعة ما دمت في منصب يضمن لك ذلك…
يا وهبي..
لن تجني من القادم إلا الأسوأ، فأنت تعلم علم اليقين، أن العديد من المرشحين الناجحين لا يستحقون الولوج إلى مهنة تئن من فرط ضعف التكوين، وأن الامتحان لم يحترم الحد الأدنى من الشفافية والنزاهة في جميع مراحله.. والشاهد في ذلك أسئلة الامتحان التي كانت متاحة على الشبكات الاجتماعية دقائق بعد انطلاق الامتحان..
ودفاعك عن نزاهة الامتحان يذكرني بالرجل الذي أراد أن يبعد النمل عن علبة السكر فكتب عليها ملح يا نمل..، ربما يكون النمل لا يعرف القراءة لكن لا شك أنه يحس ويجيد التفرقة بين الملح والسكر ولو وضعوا ألف لافتة تقول إن السكر ملح.. والملح سكر.. وكذلك أنت لو خرجت بألف تصريح تنفي شبهة الفساد عن الامتحان فإن المغاربة ليسوا أقل من ذكاء النمل..
ولأصدقائي أقول..
أنت طالب فقير.. إذن احمل شهادتك بيمناك وحبلا بيسراك.. لأنه بات من شبه المؤكد أن الوظيفة أصبحت إرثا أو كعكعة تتقاسمها الأحزاب السياسية اتفقوا على كل شيء إلا خدمة المواطن المغربي..
ولنفسي أقول..
آسف لكل شيء مفيد كان يمكن أن استهلك فيه تلك الدقائق التي كتبت فيها ردا عن عدل غير عادل في قرارته.