
في وقتٍ تتكاثر فيه الشعارات حول دعم العمل الثقافي المغربي بالخارج، تختار بعض الجهات الرسمية – وعلى رأسها القنصليتان المغربيتان في ميامي ونيويورك – الوقوف موقف المتفرج، متجاهلة مبادرات صادقة تُجسّد حب الوطن والوفاء لرموزه.
لقد كان حريًّا بهذه القنصليات أن تُواكب وتدعم جمعية أندلسي فلوريدا، التي نجحت، رغم انعدام الدعم، في تنظيم حفل بهيج بمناسبة الذكرى الخالدة للمسيرة الخضراء، جسّد بكل تفاصيله روح الانتماء والولاء للوطن الأم، وعمّق ارتباط الجالية المغربية بتراثها الأصيل.
ورغم غياب الدعم الرسمي، صنع أبناء الجمعية حفلًا مميزًا بفضل العمل الجماعي والإيمان برسالة الفن الأندلسي، تحت إشراف وجوه بصمت على هذا التألق الثقافي، من بينهم:
الأستاذ الفنان محمد منصوري إدريسي، بروحه الإبداعية والتنظيمية العالية.
الأستاذ الفنان صفوان إدريسي منصوري، الذي أضفى على الحفل نفَسًا فنّيًا راقيًا.
عادل الكندي، أحد الركائز الأساسية في التنظيم والنجاح.
الفنان عبد الرحيم السملالي، بحضوره الوازن وإبداعه المتجدد.
الفنان فهد منصوري، الذي زيّن الأمسية بعزفه وتميزه.
الفنانة نادية الطالحي، بصوتها الدافئ وأدائها الراقي.
سهام إدريسي، بعطائها الجمعوي وإخلاصها للفريق.
لبنى، التي ساهمت في التنظيم بروح عالية من المسؤولية والانتماء.
لقد كان الحفل عرسًا مغربيًا بامتياز، أعاد إلى الأذهان عبق الفن الأندلسي ودفء الروح المغربية، وجعل الحاضرين يعيشون لحظات فخرٍ وانتماءٍ لا تُنسى.
إن تجاهل مثل هذه المبادرات من طرف المؤسسات الرسمية يحرم الجالية من فرص ثمينة لإبراز طاقاتها ومواهبها، لأن دعم أبناء الوطن في المهجر واجب وطني يعزز جسور التواصل والانتماء.
في فلوريدا، أثبت المغاربة أن الوطنية الحقيقية لا تحتاج دعماً مادياً فقط ، بل قلوبًا مؤمنة بأن المغرب يستحق … فهل آن الأوان لأن تصغي القنصليات إلى نبض الجالية بدل الاكتفاء بالصور والبروتوكول … والبحث عن حفلات تافهة … ؟

