صدر مؤخرا عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير كتاب جديد يحمل عنوان” مدينة تارودانت بعيون فرنسية” من توقيع مصطفى بن عمر المسلوتي. وأشار المؤلف في مقدمة هذا الكتاب ، الذي يقع في 132 صفحة من القطع المتوسط ، إلى أن “كتب التاريخ القديمة والوسيطة تحفل بإشارات كثيرة ومستفيضة عن مدينة تارودانت، بوصفها إحدى الحواضر المغربية العتيقة، ولكونها قاعدة بلاد سوس وعاصمتها التاريخية، ولدورها الاقتصادي الكبير نظرا لكونها مركزا تجاريا ذائع الصيت، وملتقى الطرق التجارية المختلفة في العصر الوسيط”.
وأضاف أنه “بعد دخول عقد الحماية حيز التطبيق، وانفتاح جهات المغرب للدارسين الفرنسيين على اختلاف مناهجهم وتخصصاتهم وأهدافهم، كانت وجهة سوس وتارودانت من الوجهات المفضلة لديهم، يفسر هذا حجم الدراسات والبحوث التي حظيت بها هذه الوجهة. وهذه البحوث والمقالات تعتبر اليوم من المصادر التي لا غنى للباحثين عنها في تاريخ المنطقة والمغرب، لأنها تمكننا من تسليط الضوء على جوانب خفية في التعاطي مع كثير من الوقائع والأحداث المهمة”.
وأوضح الكاتب أنه اختار عند تأليفه لهذا الكتاب خمسة نصوص اعتبرها “على درجة كبيرة من الأهمية. كل واحد منها يكشف مجالا من مجالات أهمية هذه المدينة التاريخية المجيدة ، إذ تتناول الحدث السياسي، وعلم التراجم، وعلم الاجتماع، وعلم الطب، وعلم التاريخ”.
وبخصوص اخياره لتسمية الكتاب ب” مدينة تارودانت بعيون فرنسية”، قال الكاتب إنه “عنوان يحيل على الخلفية الاستعمارية الواضحة التي لم يستطع أغلب كتاب هذه النصوص التخلص منها، فجاءت هذه المقالات معبرة عن مصالح فرنسا، مبرزة لدورها الحمائي، ومع ذلك فهي لا تخلو من فوائد عديدة يدركها القارئ النبيه، كلها تشير إلى أهمية المدينة وفرادتها وأصالتها الضاربة في أعماق التاريخ”.
يشار إلى أن الكتاب يتضمن بين صفحاته مجموعة من الرسوم والصور التاريخية لعدد من المباني القديمة والمؤسسات والأماكن العمومية التاريخية المميزة لمدينة تارودانت، إلى جانب بعض الوثائق والرسائل المتبادلة.