الرئيسيةالهجرةمعاناة المهاجرين من جنوب الصحراء بحاضرة الرياح

معاناة المهاجرين من جنوب الصحراء بحاضرة الرياح

يعيش المهاجرون الأفارقة بالصويرة، الذين تضرروا جراء تداعيات الأزمة الصحية الاستثنائية الناجمة عن انتشار كوفيد-19، وضعية صعبة في سبيل تلبية حاجياتهم اليومية وحاجيات أسرهم.

وأمام هذه الوضعية، أطلق الصويريون مبادرة “موكا أفريكا تضامن”، قصد دعم ومساندة هؤلاء المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، والذين اختاروا الاستقرار في حاضرة الرياح، أرض الضيافة والانفتاح والتسامح والتضامن في وقت الأزمات.  وحسب منظمي هذه العملية، المنظمة تحت شعار “بعيدا جميعا”، فإن أغلب المهاجرين المنحدرين من عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء يوجدون حاليا في وضعية صعبة، نتيجة لنقص الموارد بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة.

وأوضحوا أن أفراد الجالية من إفريقيا جنوب الصحراء (السنغال، مالي، الكاميرون، الكوت ديفوار، غامبيا، غينيا …) المقيمة بالصويرة والتي يشكل النشاط السياحي موردا لها، يواجهون صعوبات كبيرة، مضيفين أن أغلب هؤلاء المهاجرين، الذين يشتغلون في المطاعم وقصور الضيافة وموسيقى الشارع وبيع مواد الصناعة التقليدية، لا يتوفرون على مورد قار يكفيهم لسد حاجياتهم اليومية.

ونظرا لهذه الوضعية، تشكلت مجموعة صغيرة بحاضرة الرياح، بتعاون مع رئيس ودادية السنغاليين، الهيئة الأكثر تمثيلية بالصويرة، مانكوم نكوم، قصد التفكير في مختلف المبادرات الممكنة لتقديم يد العون لهؤلاء الأشخاص وأسرهم في وضعية صعبة.  وفي هذا الصدد، تم إطلاق عدد المبادرات من ضمنها، منح وجمع التبرعات، وبيع مواد الصناعة التقليدية الإفريقية، وتوزيع المواد الغذائية وتنظيم مسيرات إحسانية، وذلك في احترام تام للتدابير الوقائية المعمول بها لاحتواء انتشار كوفيد-19.  ويعمل مسؤولو هذه العملية التضامنية، الذين أبانوا عن كرم وطيبوبة الصويريين في التخفيف من تداعيات الجائحة على منتظم المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، على جمع مبالغ مالية من خلال تنظيم معارض لبيع لوحات فنية وتصويرية لفائدة الأفارقة المحتاجين.

وبالمناسبة، أكد أحد منظمي مبادرة “موكا أفريكا تضامن”، أنس خرموي، أن “الأزمة الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19 التي أثرت بشكل كبير على الجالية الإفريقية من جنوب الصحراء، جعلت مجموعة من الصويريين يبادرون إلى دعم ومساندة هذه الفئة”.

 وأوضح هذا الفنان التشكيلي الشاب، أن هذه المبادرة حظيت باستحسان من لدن أفراد هذه الجالية الإفريقية، مسجلا أن مبادرة “موكا أفريكا تضامن” تمتد لثلاثة أشهر، وتتمحور حول عدد من العمليات الرامية إلى التخفيف من الأزمة الصحية.  وقال “نحن جد سعداء بإطلاق هذه العملية ونأمل في أن يسهم كرم الصويريين، سواء المقيمين بها أو الأجانب عنها، بمساندة أصدقائنا الأفارقة بحاضرة الرياح، في انتظار غد أفضل مع العودة المنتظرة لحياة طبيعية”.  من جانبه، عبر رئيس جمعية ودادية السنغاليين المقيمين بالصويرة، السيد مانكوم نكوم، عن “فرحه وامتنانه العميق إزاء الفاعلين الصويريين، الذين قاموا بمبادرة جميلة لعلها تخفف من معاناة الجالية الإفريقية في مثل هذه الظروف الصعبة”. وتابع السيد نكوم، في تصريح مماثل، أن بعض أفراد هذه الفئة يشتغلون في الفنادق والمطاعم، فيما يشتغل آخرون في المهن الصغيرة، معبرا عن شكره للفاعلين في هذه المبادرة التي تنم عن تضامن فاعل من لدن الصويريين خاصة والمغاربة عامة، ومتمنياته بمزيد من الرخاء والتقدم للمملكة المغربية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

بدورها، عبرت المسؤولة بجمعية الإيفواريين بالصويرة، السيدة ماري فرونسواز دجونين دجيكيت، عن امتنانها وتقديرها لكافة الصويريين، نيابة عن مواطني دولتها، مشيرة إلى أن هذه المبادرات المواطنة لفائدة الأفارقة تؤشر بشكل ملموس لروح التضامن التي تسم المغاربة، لاسيما ساكنة الصويرة، من أجل مساعدة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء المقيمين بالمدينة.  وشددت الفاعلة الإيفوارية، على أهمية هذا الدعم في وقت الجائحة، على اعتبار أن هذه الخطوة ستمكن من دعم أعضاء هذه الجالية خلال هذه الفترة الصعبة، قصد مواجهة تداعيات الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة.

*حسن العمري (و.م.ع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: