التأم رؤساء جامعات أبي شعيب الدكالي بالجديدة والحسن الثاني بالدار البيضاء والحسن الأول بسطات، يوم 3 يونيو، بالجديدة، في مناظرة جهوية حول الإصلاح البيداغوجي، من أجل تبادل الآراء ووجهات النظر حول تنزيل سلك الباكالوريوس الذي ستعتمده الجامعات المغربية مطلع السنة الجامعية المقبلة.
وبالمناسبة قدم عدد من الأساتذة مجموعة من التكوينات المقترحة من طرف الجامعات الثلاثة، التي جاءت استجابة للتوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب 20 غشت 2018 والخطة الاستراتيجية للإصلاح وتقارير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي والقانون الإطار 51 / 17 وكذا من قبل عدة لجن على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، والرامية في مجملها إلى ملاءمة التكوينات الجامعية مع حاجيات سوق الشغل وتيسير اندماج الخريجين في الحياة العملية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس جامعة شعيب الدكالي، يحيى بوغالب في كلمة بالمناسبة، أن الغاية من تنظيم هذه المناظرة الجهوية تتمثل في خلق مجال للتشاور والنقاش الجاد وتقديم المقترحات البناءة حول التنزيل التدريجي لسلك الباكالوريوس بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح ابتداء من الموسم الجامعي 2021 / 2022، وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات الجهوية التي تنظمها أقطاب الجامعات الجهوية بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
وبخصوص تنزيل نظام الباكالوريوس، أكد بوغالب أنه لا بد من تبني مقاربة تشاركية يساهم فيها كل المهتمين بالشأن البيداغوجي لإرساء نموذج جديد للتكوين الجامعي بهندسة بيداغوجية جديدة، تعتمد تجويد ومهننة مسالك التكوين بشكل يتلاءم مع متطلبات سوق الشغل والانفتاح على حقول معرفية عديدة وتعزيز حركية الطالب على المستوى الوطني والدولي وتمكين الطلبة من اللغات والثقافة العامة والمهارات الحياتية والذاتية وتعزيز استعمال الرقمنة كوسيلة للتعليم.
من جهتها، أكدت رئيسة جامعة الحسن الأول بسطات خديجة الصافي أن إصلاح التعليم الجامعي يقتضي إرساء نظام الباكالوريوس كنظام بيداغوجي جديد مفعل للقانون الإطار للتربية والتكوين والبحث العلمي 51 /17، الذي يهدف إلى اعتماد نظام بيداغوجي يتجاوب مع متطلبات التنمية الوطنية.
وأضافت أن جامعة الحسن الأول بسطات، انخرطت منذ بداية السنة الجارية في عملية الإصلاح البيداغوجي والإعداد للمرور إلى نظام الباكالوريوس عبر العديد من المحطات من خلال عدة اجتماعات تنسيقية مع المدراء والعمداء على مستوى رئاسة الجامعة وأخرى تشاورية مع رؤساء الشعب ومنسقي المسالك على مستوى المؤسسات ولقاءات على مستوى الشعب لشرح مضامين الإصلاح البيداغوجي الجديد ودراسة جميع جوانبه ومع أساتذة اللغات للتفكير سويا في طرق إرساء تدريسها على مستوى الجامعة.
وأشارت إلى أن مبادرة تنظيم ندوات ولقاءات مع الأساتذة لبلورة محتويات وحدات الكفايات الحياتية والذاتية ووحدات الانفتاح على مختلف الحقول المعرفية، استغرقت وقتا وجهدا كبيرا في إعداد الملفات الوصفية لمسالك الباكالوريوس والتي توجت بالمصادقة عليها في مجالس المؤسسات ومجلس الجامعة.
أما عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فقدم جملة من مقترحات الباشلور، أخذا بعين الاعتبار مجالات الشغل والمهن المحدثة التي تفتح آفاقا للخريجين للانخراط في سوق الشغل والتركيز على طابع الإبداع والابتكار والتحولات التي يعرفها المغرب في إطار الاحتياجات والتوجيهات العامة للبلاد المتعلقة بمختلف القطاعات مراعاة في ذلك لخصوصيات الجيل الجديد من الطلبة ورغباتهم وطموحاتهم والمكتسبات التي يحصلون عليها من خارج الجامعة والانفتاح على القطاعات التي ما زالت بكرا أو في حاجة إلى قطاعات وأفكار جديدة.
وفي هذا المنحى قدم كنكاي نماذج من التكوينات الجاهزة والموضوعة بمنصة الوزارة، منها مسلك التاريخ والحضارة ومسلك الفلسفة ومسلك الدراسات الإسلامية ومسلك الجغرافية ومسلك الدراسات العربية، فضلا عن مسالك أخرى تتعلق باللغة الفرنسية تهم الدراسات الإنجليزية والفنون والإعلام وتواصل المنظمات والترجمة الاستراتيجية.
وبسط عميد كلية بنمسيك عددا من منافذ الشغل التي تقود إليها هذه المسالك، منها مهن السياحة الثقافية، والتربية والتكوين، والإعلام والتواصل، والنشر، والصناعة الثقافية والوساطة الأسرية، والمساعدة بشأن القضاء والتوثيق العدلي، ومراكز التربية والتكوين ومجالات الأوقاف والشؤون الإسلامية والتعليم والترجمة والصحافة والتدبير الثقافي وتدبير المقاولات والإشهار والهندسة الثقافية والإنتاج والتواصل والتراث والمجالس الجماعية والجهوية.
من جانبه، استعرض عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية بالجديدة، رشيد هلال جملة من الإحصائيات للكشف عن دواعي تبني نظام الباكالوريوس، منها نسبة الهدر التي تصل في الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح إلى 47.2 في المائة ، وضعف نسبة التخرج التي تصل إلى 50.2 في المائة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية و46.8 في المائة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية و34 في المائة في كلية العلوم والتقنيات. ومن بين الأهداف المتوخاة من وراء نظام الباكالوريوس، برأي كنكاي، هناك تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية وتطوير القدرات الرقمية وتجويد المردودية الداخلية والحد من الهدر الجامعي وتمكين الطلبة من اللغات والثقافة العامة والمهارات الحياتية والذاتية وانفتاح منظومة التربية والتكوين على النماذج الدولية وتحسين الحركية الدولية للطلبة ومنحهم إمكانية إتمام دراستهم بالخارج باعتبار الباكالوريوس الدبلوم الأكثر تداولا في العالم.