أكد رئيس الجمعية الإفريقية للاستشعار عن بعد والبيئة، كمال العباسي، أن الأقمار الاصطناعية لرصد الأرض، تمثل مصدرا قيما ومهما للمعلومات الجغرافية حول المكونات المختلفة للبيئة، وهو ما يتيح الحصول على قواعد بيانات خاصة بالبيئة ذات بعد مجالي أساسي وشامل.
وأوضح العباسي وهو أيضا أستاذ بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في حديث مع وكالة الانباء المغربية، أن رصد الأرض اعتمادا على نظم المعلومات الجغرافية يساعد بشكل كبير على توفير ونشر الأداة المناسبة التي تتيح اتخاذ القرار المناسب والمهم ، مؤكدا أن صانعي القرار تصبح لديهم الخيارات الصحيحة بناء على معلومات جيدة تنطلق من التحليل والرصد المجالي.
ولذلك، يضيف العباسي، فإن المتخصص في نظم المعلومات الجغرافية لديه فرصة فريدة للمساعدة على تحديد مسار جديد لاستخدام تكنولوجيا مراقبة ورصد الأرض والبيانات الجغرافية في تعزيز التنمية المستدامة بالمغرب.
وأشار إلى أن المغرب يزخر برأسمال بحري كبير مما يمنحه ميزة تنافسية واضحة نظير موقعه الجغرافي بواجهتين بحريتين بطول 3500 كيلومتر تقريبا على مستوى الساحل ووفرة الموارد الطبيعية والبنية التحتية المخصصة والأنشطة البحرية.
وسجل أن هذا الرأسمال يحتم وضع استراتيجية متكاملة تعنى بالاقتصاد الأزرق تروم حماية التراث البحري وتطوير الموارد البحرية للبلاد.
وفي هذا السياق، يضيف العباسي، تشارك جامعة شعيب الدكالي بالجديدة كشريك في أنشطة مشروع نافكوست (تطوير تطبيق تشغيلي لرصد الأرض ورسم خرائط للنظم البيئية الساحلية، ورصد وتقييم المنطقة الساحلية لشمال إفريقيا https://nafcoast.org والذي هو جزء من برنامج GMES&Africa الذي تموله مفوضية الاتحاد الأوروبي من خلال الاتحاد الإفريقي.
وأشار العباسي إلى أن انخراط الجامعة هذا، يوفر إطارا محفزا لاندماج منطقة شمال إفريقيا في تطوير مختلف الخدمات لفائدة دول المنطقة. والهدف هو تطوير أداة تشغيلية لرسم الخرائط ورصد وتقييم النظم الإيكولوجية الساحلية في بلدان شمال أفريقيا بناء على معلومات السلاسل الزمنية التي يتم الحصول عليها من خلال مراقبة الأرض بدلا من مصادر التغطية المحلية أو المحدودة الأخرى.
كما يتمثل الهدف العام، يؤكد الأستاذ الباحث، في تعزيز القدرة الحالية لشمال إفريقيا لإنتاج وتبادل البيانات والمعلومات الحديثة عالية الدقة حول المناطق الساحلية من أجل تطوير خدمات أساسية تعنى بالنهوض بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتطوير النظم الإيكولوجية الساحلية.
ويضيف الأستاذ الجامعي، أن مثل هذه المشاركة ستعزز موقع المغرب على مستوى القارة الإفريقية في مجال علوم وتقنيات الفضاء وبالتالي تعزيز الدبلوماسية المغربية إزاء القارة في المجالات العلمية والثقافية.
وتعنى المنتجات المحصل عليها في إطار مشروع (نافكوست)، بشكل خاص بحماية البيئة البحرية ، من خلال تطوير الخدمات في ما يتعلق بإدارة تجمعات الهيدروكربونات ، وانجراف وتآكل السواحل وكذلك منتجات المناطق الأطلسية المغربية ذات الإمكانات الاقتصادية الواسعة. وتتمثل الخدمات قيد الإنتاج حاليا في رسم خرائط للمناطق التي يحتمل أن تكون غنية بالأسماك اعتمادا على بيانات الأقمار الاصطناعية الضوئية وإدارة الانسكابات النفطية انطلاقا من بيانات استشعار رقمي من أجل المساهمة في الاستراتيجيات الوطنية في مجال السلامة البحرية ، والحد من التلوث الناتج عن السفن.
ويمكن تقديم هذه المنتجات والخدمات كحلول للأطراف ذات الصلة الاجتماعية والاقتصادية لإدماجها في سياساتها واستراتيجياتها التدبيرية.
ومن خلال مشروع (نافكوست)، باتت جامعة شعيب الدكالي تتوفر على محطة بيئية إلكترونية لاستقبال بيانات استشعار الأقمار الاصطناعية في وقت فعلي، وهو ما سيتيح للفرق البحثية بالجامعة الحصول على البيانات اللازمة لإنجاز تحقيقاتها.
*أجرت الحديث بشرى الناجي