عبرت العديد من الاحزاب السياسية، اليوم الاربعاء، عن أسفها للخسائر الناجمة عن سلسلة الحرائق التي اندلعت منذ أول أمس الاثنين في العديد من ولايات الوطن وأودت بحياة 69 شخصا في آخر حصيلة، داعية الى فتح تحقيقات في هذا الشأن للكشف عن المتسببين فيها وإنزال أشد العقوبات عليهم.
وفي هذا الصدد، اعتبر حزب جبهة التحرير الوطني أن هذه الحرائق المتزامنة التي اندلعت بعدة ولايات من الوطن أمر يدعو إلى “الشك والريبة”، مما يستدعي “كشف الفاعلين وتسليط أشد العقوبات عليهم”.
كما اشاد الحزب بمجهودات افراد الحماية الوطنية وأعوان الغابات ووحدات الجيش الوطني الشعبي الذين أدوا “واجبهم المقدس في نجدة المواطنين وحماية الوطن وخدمة الشعب”.
وثمن أيضا “تضامن السكان وقوافل المساعدات التي قدمت من مختلف ولايات الوطن لنجدة اخوانهم المنكوبين, سيما بولاية تيزي وزو, المنطقة الاكثر تضررا من هذه الحرائق”, معتبرا أن هذه الهبة الوطنية “مدعاة للفخر والاعتزاز”. وفي هذا السياق, دعا الحزب المواطنين إلى “المزيد من التضامن والتكافل مع كل المتضررين والمزيد من اليقظة لتفويت الفرصة على أعداء الجزائر التي تتعرض اليوم إلى إرهاب آخر يستهدف أمنها واستقرارها ويرمي إلى إجهاض وثبتها نحو التجدد والتطور والتنمية”.
من جانبها, دعت جبهة القوى الاشتراكية السلطات الى “اتخاذ كل التدابير وتجنيد كل القطاعات لنجدة المواطنين وإخماد النيران, تفاديا لتسجيل خسائر أخرى”, متسائلا عن “الطابع التسلسلي والمتزامن لهذه الحرائق التي تخفي, دون أي شك, نية غير بريئة ومقاصد إجرامية مشبوهة لأصحاب المخططات الدنيئة التي تستهدف الوطن والشعب”.
وطالب الحزب بفتح “تحقيق جدي وفوري لكشف الملابسات والأسباب الكامنة وراء هذه الحرائق المتكررة وإطلاع الرأي العام على نتائجها مع أخذ إجراءات صارمة ضد المتسببين فيها”. وفي ذات السياق, اشادت حركة البناء الوطني بتضحيات افراد الجيش الوطني الشعبي الذي “يكشف دائما وفي كل مناسبة عن مدى وفائه لشعبه ووطنه, بدفاعه عن الحمى والحدود”.
بدوره, شدد التجمع الوطني الديمقراطي على ضرورة “اسناد وحدات الاطفاء للحماية المدنية والغابات والجيش الوطني الشعبي بالدعم الاضافي لمواجهة ألسنة النيران” مع “التكفل النفسي والاجتماعي بالعائلات المتضررة وتعويض المنكوبين”. كما طالب الحزب بتسليط أقصى العقوبات على كل من يثبت تورطه في هذه الحرائق.
وفي ذات المنحى, طالب حزب صوت الشعب السلطات بفتح “تحقيق دقيق للكشف على من سولت له نفسه المساس بوحدة التراب الوطني وباستقرار وأمن الشعب الجزائري”, فيما نددت جبهة المستقبل بهذه “الافعال الشنيعة الاجرامية والممارسات اللامسؤولة التي أدت الى نشوب هذه الحرائق”.
من جهتها, دعت أكاديمية المجتمع المدني الى “مضاعفة الجهود التضامنية لتشمل كافة الجوانب المتعلقة بحياة المواطن وتسخير كافة الوسائل والامكانيات المتاحة لإخماد هذه الحرائق”, مؤكدة على ضرورة “تشكيل لجان إغاثة وإسعاف اجتماعي على مستوى الأحياء والبلديات المنكوبة”.
للإشارة, كان رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, قد أعلن صبيحة اليوم الاربعاء حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام, ابتداء من يوم غد الخميس, وذلك على إثر استشهاد عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين جراء الحرائق التي اجتاحت بعض ولايات الوطن.