الرئيسيةثقافة وإعلام“ئيژنژارن ن ؤوغانيب” قيمة مضافة للخزانة الأمازيغية

“ئيژنژارن ن ؤوغانيب” قيمة مضافة للخزانة الأمازيغية

*يازبريس

صدر للباحث في الثقافة الأمازيغية يحيى شوطى كتاب بعنوان “ئيژنژارن ن ؤوغانيب” ومعناه “شرارات قلم”، وللإشارة فحرف “ژ” بهذا الرسم ينطق زايا مفخمة في اللغة الأمازيغية.

وكتب الدكتور شوطى أن فقرات هذا المؤلف كتبت على مدى عقد من الزمان تقريبا في مواضيع مرتبطة بالأمازيغية هوية ولغة وثقافة وقضية. وفي قضايا مرتبطة بالشأن الثقافي،  وهي تعبير عن آراء قد يتفق معها القارئ وقد يختلف، لكنها على كل حال نبعت من غيرة على الوطن وعلى الثقافة وعلى الأمازيغية. وهي مناسبة للتأكيد على أن الأمازيغية شكلت على الدوام مجال التفكير والاهتمام، بل وحتى مجال النضال المدني والترافع عن قضاياها. ولم يخف رغبته في الإسهام في النهوض بها وبثقافتها، وفي معالجة ظواهر التفريط فيها وتهميشها.

ويعتبر صاحب الكتاب صمود الأمازيغية لآلاف السنين، راجع لكونها لغة حضارة وتاريخ عريق، وأيضا بسبب امتلاكها مؤهلات تجعلها قابلة للاستمرار والتجدد، في مقابل انقراض لهجات ولغات عدة عبر العالم لكونها غير قادرة على التطور والصمود أمام الاجتياحات

والتحديات. واليوم أضحى النهوض بالأمازيغية واجبا وطنيا جماعيا، وإن برؤى ومقاربات مختلفة. لكن الاختلاف هنا يضحي عامل قوة وتقدم إلى الأمام إذا تم ضمن وعاء الثوابت الوطنية وفي تلاحم الهوية الجاتمعة.

كما أن الامازيغية صمدت رغم عدد من التحديات السياسيةوالثقافية التي عرفها المغرب عبر تاريخه الطويل. إن الموروث والتراث الأمازيغي يتوفر على ذخائر هامة وعناصر إبداع كثيرة ومتنوعة في الشعر والغناء والحكاية، والأمازيغية هي لغة التخاطب لدى فئات واسعة من المجتمع المغربي وتختزل جوانب أساسية في الهوية الحضارية المغربية الجامعة.

إن الحوار في شأن تثبيت وتعزيز حضور الهوية الامازيغية في المغرب واحترامها لم يسلك طابع الصراع والمواجهة، رغم ما اعتراه من تردد وبطء شديدين، وهذا يحسب للمساهمة والوعي الثقافي الكبير لمختلف تنظيمات المجتمع المدني الامازيغية التي أضفت بعدا ثقافيا جادا ووطنيا مسؤولا  على الحوار الذي بدأ حذرا لكنه اقتحم مجالات الاسئلة الحرجة التي بلغت درجة المطالبة بنص دستوري عن اللغة الامازيغية، ومعاودة النظر في المنظومة التعليمية التي تكفل لها حضورا موازيا في مستوى صون الهوية. لكن كل ذلك يحدث من دون اي اهتزاز في تماسك المجتمع.

لقد شهدت “الحركة الأمازيغية” تطورات وتموجات في عملها المطلبي، وأنتج العديد من أبنائها في العمل الثقافي والجمعوي والإعلامي وفي البحث الأكاديمي. لقد شكل مطلب دسترة اللغة الأمازيغية رهانا سياسيا في المقام الأول ضمن البرنامج النضالي للحركة الأمازيغية اليوم، وجاء النضال للنهوض بالثقافة الأمازيغية بوصفه جوابا طبيعيا على الوضعية التي عاشتها الأمازيغية هوية ولغةوثقافة.

إن الإحياء اللغوي والثقافي ومعالجة التهميش التي تعانيه الأمازيغية في مجالهما أمور لا ينبغي أن يتحفظ عليها أحد، بله أن يعارضها أو يعاكسها بأي شكل من الأشكال. إن التكريم الجوهري الذي تستحقه الأمازيغية هو العمل لإحياء ثقافتها ولغتها وآذابه ومختلف جوانب الحضارة التي خلفتها.. كما أن إحياء التراث الثقافي الأمازيغي هدف مشروع، بوصفه إرثاً حضارياً للمغرب ولكل المغاربة، ومن مكونات ذاكرتهم التاريخية والحضارية، وحتى تكون الأمازيغية رافدا من روافد النهوض الحضاري في المغرب. فالاعتراف بالمكونات اللغوية والثقافية في أي شعب وبلد وإفساح مجال الفعل والتفتح لها، شرط أساس لبناء مستقبل يملك القدرة على مواجهة التحديات. وإن أخذ هذا الأمر بالجدية اللازمة هو الذي يمكن أن يجعله عنصرا من عناصر الوحدة والتوافق، لا عاملا من عوامل التوتر والتفرق

ورغبة من هذا الباحث في جمع هذه المواد ومساهمة منه في توفير مادة قد تساهم في خلق جو للنقاش الفكري الهادئ حول قضايا ساخنة مرتبطة بالأمازيغية وبالثقافة وقضاياها المتشابكة وليجد القارئ في هذا الكتاب ما يفيده، وما يخدم به قضيته، بأفق وطني جامع معتز بأصوله الهوياتية والتاريخية والحضارية، ومنفتح على عصره، دون تعصب ولا تنطع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: