أكد الباحث في التراث المغربي، عبد الاله الغزاوي، يوم الثلاثاء 11 اكتوبر الحالي بالرباط، أن الصالحة للا مسعودة الوزكيتية تعد إحدى رائدات المشهد السياسي والديني والثقافي والاجتماعي بالمغرب خلال القرن السادس عشر.
وأبرز الغزاوي، في محاضرة نظمها مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حول موضوع “الصالحة للا مسعودة الوزكيتية.. مقاربة لحضورها المتضاعف ودراسة لعطائها المترادف”، بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني للمرأة، في إطار “ملتقيات التاريخ والبيئة”، أن الصالحة للا مسعودة الوزكيتية بصمت عهدها بما كانت تمتلكه من قدرات ثقافية وحماس متقد وأعمال مشهود بها.
وبعدما أكد على الدور الطلائعي لهذه الشخصية المغربية في الحياة السياسية، باعتبارها والدة السلطان أحمد المنصور الذهبي، سجل أن الصالحة للا مسعودة الوزكيتية كان لها أيضا إسهام كبير في المجال الثقافي من خلال تحبيس الكتب وبناء المدرسة العلمية ووقف العقارات ودعم الكراسي العلمية.
وتابع الغزاوي بأن الصالحة للا مسعودة الوزكيتية كان لها دور حاسم ورائد أيضا في المجال الاجتماعي من خلال، على الخصوص، تزويج الأيامى، والإنفاق على الفقراء، فضلا عن دورها الكبير في النصر الذي حققته معركة وادي المخازن، من خلال التعبئة التي قادتها سواء في صفوف النساء أو الرجال.
وعلاوة على ذلك، يضيف الباحث، كانت للصالحة للا مسعودة بصمة في الفضاء العمراني من خلال بناء المساجد والقناطر والسقايات والحمامات وبناء مراكز الحراسة ودور الإيواء والمنشآت المائية وحفر العيون.
وذكر الغزاوي بأن مسعودة الوزكيتية هي بنت الشيخ أحمد بن عبد الله الوزكيتي الورزازي، أمير قصبة تاوريرت، الذي كانت له الريادة في دعم نشأة الدولة السعدية بسوس ودرعة، مضيفا أن الأميرة مسعودة كانت لها عدة أسماء، فالبعض يفضل تسميتها “الأميرة العالمة”، والبعض اختار لها اسم “السيدة الحرة الصالحة”، فيما أطلق عليها أهل الجنوب لقب “مسعودة الوزكيتية”.
يشار إلى أن جثمان “مسعودة الوزكيتية” يرقد في قبور السعديين في حي القصبة داخل أسوار مدينة مراكش القديمة، في ضريح سلطاني يضم مجموعة من أعلام الدولة السعدية.