خلف البلاغ الموقع أخيرا باسم رئيسة الاتحاد الدولي للمحامين Urquiola De Palacio قلقا وغضبا شديدين في أوساط المحامين ومناصري القضية الفلسطينية، واعتبروه أصحاب البدلة السوداء سابقة خطيرة، بحيث اعلنت فيه رئيسة الاتحاد الدولي للمحامين عن موقف سياسي، وانتهازي ومتحيز للكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق أكدت رسالة للنقيب عبد الرحيم الجامعي، وجهها إلى عموم المحاميات والمحاميين المغاربة، أن رئيسة الاتحاد عَبرت في بلاغها عن موقف جَبان دفاعا عن الكيان المحتل الحافل تاريخه بما ارتكبه ولا زال الى اليوم، من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، قتلا ودمارا وتشريدا وتجويعا ضد الشعب الفلسطيني، و اعلنت عن انحِياز، وصفه الجامعي بالخسِيس و التواطؤ المكشوف مع الكيان المحتل الغاصب، عن تنكرها لقيم العدالة و السلم والمساواة واحترام تقرير مصير الشعوب وللعديد من التوصيات والقرارات الأممية التي قابلها الكيان المجرم بالاستهزاء والرفض دون رقيب وبدعم من الولايات المتحدة الامريكية وعدد من المتحالفين معها.
وأوضحت رسالة الجامعي أن بلاغ رئيس الاتحاد الدولي للمحامين يصب في منحى الدفاع عن جرائم الكيان الصهيوني التي صبت نيران الدمار على المدنيين في غزة وغيرها، فقتلت فيها عشرات الآلاف من الاطفال والنساء والمسنين، وهي الجرائم التي اداتنا شعوب العالم المدافعة عن السلم وقيم الشرعية الدولية، والتي خرجت من اجلها تلقائيا في مسيرات إدانة في العديد من دول العالم.
ففي الوقت الذي هب فيه المحامون والمحاميات في العديد من الدول منادين بوقف التقتيل الممنهج للشعب الفلسطيني و رافضين التضحية بقيم العدالة وحقوق الانسان التي أهداف الإتحاد، و منددين بالسماح للكيان المحتل بتصفية هوية شعب و تاريخه ومقدساته، وفي الوقت الذي اعطى فيه المحامون والمحاميات بالمغرب الصورة الأمثل عن دعم صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته من أجل كل حقوقه في الوطن والأرض والحرية والكرامة، أكد الجامعية أن رئيسة الاتحاد الدولي تجُر الاتحاد لمستنقع الصهيونبة، وتستغل منصبها لتشويه نضال المحامين و سمعتهم و رسالتهم المدافعة عن الحرية وعن السلم واستقلال الشعوب ، لتكسر وحدة المحامين وتماسكهم على الصعيد الدولي، وترتكب بدورها أكبر جريمة في حق المحاميات والمحامين بكل أجيالهم وهي فرض تعاملهم مع نظام الأبارتايد بالكيان الصهيوني الذي قاوم ضده العديد من المحامين وعلى رأسهم نيلسون مانديلا لفترة ربع قرن من عمره.
وكتب الجامعي رسالته بلغة قوية مؤكدا أنه: “بوقاحة لا تليق بالاتحاد الدولي للمحامين وبأقدم منظمة دولية بلغ عمرها المائة سنة تقريبا، اظهرت الرئيسة عواطفها الصهيونية مع الكيان المحتل لفلسطين معبرة عن تضامنها مع جرائمه متناسية معاناة الشعب الفلسطيني منذ تأسيس الكيان المغتصب، متجاهلة ما مورس ضده من تقتيل جماعي وتطهير عرقي ومن فصل عنصري ومن اعتقالات ومن تشريد واعتداءات، واعتقدت ان من حقها ان تتحدث باسم الاتحاد الدولي لفرض تضامنه ضدا على ارادة اعضاء الاتحاد المنتمين إليه من كل دول العالم. ومن دون ان تعبر عن اي قلق اتجاه جرائم الكيان الصهيوني المستمرة وبالخصوص حروبه على غزة منذ الثمانينات.
وخاطب الجامعي بشكل مباشر المحاميات والمحامين ، على أن منهم من سيشارك في المؤتمر الدولي بروما بداية من الاسبوع المقبل، وبدون شك سيكون الحضور في هذا المؤتمر بطعم خاص وبثقل نوعي يرفع رأس قيم المحاماة العالمية الرافضة لتغلغل الخيارات الصهيونية وسط الاتحاد الدولي والرافضة لمواقف الرئيسة الحالية المنافية لميثاق الاتحاد و لأهدافه الثابتة في دعم الحرية والتسامح و التنديد بالاستعمار و بالحروب ، والترافع بروح عالية ومهنية مسؤولة، من أجل قرارات وتوصيات ترفض وتندد بجرائم الكيان الصهيوني، وتفضحون حروبه المدمرة على غزة وعلى أبناء الشعب الفلسطيني، والعمل على وضع الانتماء لرسالة المحاماة هدفا لا يقبل أية مساومة ولا ابتزازا ولا مقايضة، وهي رسالة الدفاع عن حقوق الإنسان وعن حق الشعوب في مقاومة الاحتلال و التحرر من الاستعمار ومن الهيمنة .
والتمست رسالة الجامعي من نساء ور جال المحاماة عبر العالم أن دماء الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني، أمانة في عنقهم و في عروقهم ، ودموع الاطفال و الامهات و انينهم تملأ قلوبهم و ضمائرهم. وطالبهم باقتحام جدار التآمر الصهيوني على الإتحاد الدولي حتى لا يجعل الكيان الصهيوني من مؤتمر الإتحاد منبرا لمسح جرائمه و للمغفرة له عن حروبه أو مكانا ينعم فيه بالسعادة.