يكثف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الجهود الدبلوماسية خلال زيارته إلى بنما لاحتواء موجات المهاجرين الوافدين من أميركا اللاتينية.
وخلال هذه الزيارة التي بدأت اليوم الثلاثاء وتستمر يومين، يلتقي بلينكن ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس بنظرائهما من أكثر من 20 بلدا الأربعاء في العاصمة بنما لمناقشة سبل التعاون في مجال الهجرة.
وخلال اجتماعه اليوم مع رئيس بنما لورنتينو كورتيسو، شدد بلينكن على “أهمية التعاون الإقليمي” لضمان هجرة “آمنة ومنظمة وإنسانية”، وفق الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس.
وكان بلينكن زار كولومبيا في أكتوبر 2021 في زيارة للغرض عينه.
وصر ح وزير الخارجية الأميركية قبل لقاء مع نظيره البنمي “لم نشهد يوما هذا العدد الكبير من المهاجرين في العالم… منذ الحرب العالمية الثانية. ونحن نتأثر بالتداعيات في منطقتنا هذه”.
وقد أوقفت السلطات الأميركية أكثر من 221 ألف شخص عند الحدود مع المكسيك في مارس، وهو أكبر عدد يسجل في شهر منذ أكثر من 20 عاما.
ويهاجر أشخاص من سلفادور وغواتيمالا وهايتي وهندوراس هربا من الفقر المدقع والعنف المستشري والكوارث الطبيعية المتفاقمة من جر اء التغير المناخي.
وباتت أدغال داريين عند الحدود بين بنما وكولومبيا محطة عبور للمهاجرين من أميركا الجنوبية إلى الولايات المتحدة، لا سيما هؤلاء الآتين من فنزويلا وهايتي وكوبا.
وفي العام 2021، عبر أكثر من 133 ألف شخص في هذه الأدغال، وهو عدد قياسي يتخطى المجموع المسجل من 2010 إلى 2020، في حين مر فيها في 2020 أكثر من 13 ألف شخص، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة عينها من العام الماضي.
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض بالنظر في جذور مشكلة الهجرة غير النظامية من أميركا الوسطى واعتماد مقاربة أكثر إنسانية من تلك التي سادت في عهد سلفه دونالد ترامب (2017-2021).
غير أن قرارا قضائيا ألزمه الإبقاء على السياسة المعتمدة في عهد ترامب والقاضية بجعل المهاجرين ينتظرون في المكسيك وليس في الولايات المتحدة، ريثما يتم النظر في طلبات اللجوء.
لكن، من المرتقب أن تضع واشنطن في 23 ماي حدا للقيود التي فرضت بسبب جائحة كوفيد-19 والتي سمحت بطرد المهاجرين إلى المكسيك وفق إجراءات معجلة.