الرئيسيةدوليةلأول مرة الاتحاد الأوروبي يخسر عضوا  منذ تأسيسه

لأول مرة الاتحاد الأوروبي يخسر عضوا  منذ تأسيسه

في ما يأتي المحطات الكبرى في البناء الاوروبي منذ ستين عاما، من معاهدة روما الى بريكست، مرورا باستحداث منطقة اليورو وأزمة الهجرة، حيث وقعت معاهدة باريس التي نصت على انشاء “مجموعة الفحم والفولاذ” بعد عام واحد في 18 ابريل 1951، وولدت بذلك أوروبا “الدول الست” (ألمانيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا).

وشكلت معاهدة ماستريخت الوثيقة التأسيسية الثانية للبناء الأوروبي ووقعت في السابع من فبراير 1992. وهي تنص على الانتقال الى عملة واحدة وتنشئ اتحادا أوروبيا. واعتبارا من يناير 1993، أصبحت السوق الواحدة واقعا مع حرية تبادل السلع والخدمات وتنقل الأشخاص ورؤوس الأموال. في مارس 1995 سمحت اتفاقات شنغن للأوروبيين السفر من دون تدقيق عند الحدود.

في الأول يناير 2002، دخل اليورو الحياة اليومية لنحو 300 مليون أوروبي. اختارت الدنمارك وبريطانيا والسويد فقط الابقاء على عملاتها الوطنية. بعد سقوط جدار برلين في 1989، توسع الاتحاد تدريجا ليضم دولا من شرق أوروبا.

وانضمت عشر دول جديدة الى الاتحاد الاوروبي في ماي 2004 هي بولندا والجمهورية التشيكية والمجر وسلوفاكيا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا وسلوفينيا ومالطا وقبرص. وفي 2007 انضمت بلغاريا ورومانيا الى الاتحاد ثم كرواتيا العام 2013.

في ربيع 2005، أدخل رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي، بالاتحاد الأوروبي في أزمة مؤسساتية. ولم يخرج منها إلا بمعاهدة لشبونة التي كان يفترض أن تسمح بعمل مؤسسات أوروبا الموسعة بشكل أفضل وتمت المصادقة عليها بصعوبة في 2009.

في السنة نفسها، أعلنت اليونان عن ارتفاع كبير في عجز ميزانيتها في أول مؤشر الى أزمة مالية واسعة. طلبت اليونان ثم إيرلندا وإسبانيا والبرتغال وقبرص مساعدة الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين طالبا بإجراءات تقشفية. أدت أزمة الديون هذه الى سقوط رؤساء حكومات أوروبية الواحد تلو الآخر وعززت الشكوك في الوحدة الاوروبية.

وما أن خرجت من هذه الازمة المالية حتى واجهت أوروبا أخطر أزمة هجرة منذ 1945 مع وصول مئات الآلاف من طالبي اللجوء. وأخفق الاتحاد الاوروبي في وضع خطة عمل مشتركة.
في أقوى ضربة يتلقاها الاتحاد الاوروبي، صوت نحو 52% من البريطانيين في 23 يونيو 2016، لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبعد ثلاث سنوات من التأخير والخلافات حول بنود الطلاق، أرجئ بريسكت الذي كان مقررا  أساسا  في 29 مارس 2019 ثلاث مرات. ودفع هذا الامر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى الدعوة لانتخابات في 12 ديسمبر وفاز فيها المحافظون بغالبية كبرى ما ادى الى تمرير اتفاق بريكست في البرلمان.

ودخل حيز التنفيذ في نهاية المطاف في 31 يناير 2020، ليخسر الاتحاد الأوروبي عضوا  للمرة الأولى منذ تأسيسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: