في شعاب التكوين الجامعي والبحث العلمي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، يحتل العنصر النسوي مكانة متفردة تغطي كل المستويات والشعب والمسالك، لأن النساء أكدن منذ أمد طويل علو كعبهن في كل ما له صلة بالتربية والتعليم والتكوين.
في الحقل الجامعي، الذي له خصوصياته، يحضر العنصر النسوي بثقله الكمي والنوعي في مجالات التدريس والتكوين والإدارة، وهو ما يجعل المرأة الجامعية، التي تخلد كغيرها من النساء اليوم العالمي للمرأة (8 مارس من كل سنة)، تحتفي بالعلم والمعرفة يوميا خدمة لشابات وشباب يتطلعون لأن يشكلوا مكونا أساسيا ضمن مكونات التنمية في أبعادها المتعددة.
وبلغة الأرقام، وحسب معطيات لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فإن عدد الأستاذات الدائمات اللواتي يشتغلن بمختلف المؤسسات الجامعية يبلغ 850 أستاذة، ضمن عدد إجمالي يبلغ 2286 أستاذا، وهو ما يجعل النساء يشكلن 37 إلى 38 بالمائة من العدد الإجمالي للأساتذة بالجامعة.
وعن عدد الأستاذات بمختلف المؤسسات التابعة للجامعة، هناك 161 منهن ضمن مجموع 331 من الأساتذة على مستوى كلية الطب والصيدلة، ثم 104 من بين 268 أستاذا بكلية العلوم بن مسيك، و73 من بين 174 أستاذا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق.
أما أعداد الإداريات بالجامعة فيبلغ 414 إدارية من ضمن عدد إجمالي يبلغ 832 إداريا.
وفي بعض التفاصيل، هناك 10 إداريات ضمن 27 إداريا ب ( ENCG)، و25 إدارية من 62 (EST)، و28 (52/ FlM)، و5 (10 / ENSAD).
ومن خلال هذا الحضور القوي، تضطلع النساء الجامعيات بدور مثالي وفعال في الارتقاء بأداء الجامعة وفي السهر على المساهمة في تنزيل الاستراتيجية الوطنية لمنظومة التعليم العالي، وذلك عبر القيام بمجموعة من الأنشطة الجامعية المتعلقة بالتدريس والبحث العلمي والابتكار عبر المختبرات العلمية والتقنية التي يدرنها.
ويمكن القول إن العنصر النسوي حاضر بصفة متوازنة في جميع المراكز بالجامعة بنسبة تتراوح بين ثلاثين وخمسين بالمائة (30% إلى 50%)، حسب السيدة فاطمة الزهراء العلمي نائبة رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء المكلفة بالشؤون الأكاديمية والطلبة.
وأبرزت السيدة العلمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بالرغم من وجود عدد من الإكراهات التي تحول دون ولوج المرأة للمستويات العليا الجامعية، فإن قاعدة النساء اللواتي يخضن هذه التجربة تتسع يوما بعد آخر.
وأضافت أنه بالرغم من كل هاته الأشواط التي قطعتها النساء الجامعيات، فانه كلما علا مركز القرار تتراجع نسبة تمثيلية النساء في الوسط الجامعي بنسبة كبيرة نظرا لبعض الإكراهات والعوائق التي تحول دون تمكين النساء من تسلق مراتب عليا في القيادة والريادة، والتي تسري غالبا على جميع النساء في جميع الأوساط الاجتماعية والاقتصادية.
يتعلق الأمر، كما قالت، بمعيقات ثقافية ومجتمعية، حيث تكون المرأة دوما مطوقة بمسؤوليات لاحصر لها خارج بيتها وداخله، وإذا لم تقف أسرتها خاصة والمجتمع عامة إلى جانبها، فإنه يصعب جدا عليها ولوج مراكز عليا للتسيير أو أن تبلغ مراكز القيادة والقرار الذي يتطلب منها غالبا وقتا طويلا وجهدا كبيرا.
إعداد عبد اللطيف الجعفري