وسط أكثر المناطق عزلة ووعورة،باقليم زاكورة ،(جماعة النقوب) ،وبالضبط بناحية تگراگرا وسط جبال صاغرو، على بعد 50 كلم من مركز النقوب،في اتجاه جبال صاغرو،تقع الخيمة التعليمية ، الخاصة بالأطفال الرحل المنسيين من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم ،والتي أقامت جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب،منذ بضع سنوات.
شهدت هذه المدرسة الخيمة،وسط جبال صاغرو، اليوم الإثنين 30 أكتوبر 2023، أول لقاء بين الأطفال ومعلمهم الجديد، تمهيدا لبداية الموسم الدراسي 2023/2024، في بداية شهر نونبر ،حيث تم استقبال هؤلاء الأطفال الرحل رفقة آبائهم، في الخيمة المدرسية، وتم توزيع المحافظ والمستلزمات المدرسية،التي وفرتها جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب، لتشجيع هؤلاء الأطفال على التمدرس.
وقد قامت جمعية رحل صاغرو للتنمية ،بتنسيق مع آباء الأطفال بتگراگرا والنواحي،بكافة الترتيبات والإجراءات قبل أيام، لضمان بداية جيدة لهؤلاء الأطفال داخل الخيمة المدرسية،حيث تم انتقاء طالب جامعي شاب من أبناء المنطقة، وذو خبرة بالمجال الجبلي ،لتسهيل عملية نقل المعرفة و التواصل الإجتماعي والثقافي للأطفال الرحل مع مدرسهم،في توافق تام مع الخصوصية الإجتماعية والثقافية لأطفال الجبال.
وقد تنقل مدرس هذه الخيمة المدرسية، يوم الأحد، على متن سيارة لنقل القرويين دوار الداوعبيد،(30 كلم عن مركز النقوب) عبر مسلك ترابي،ليجد في انتظاره هناك بغلين للرحل،لنقل أمتعته و المستلزمات المدرسية الخاصة بالجمعية، ليرافقها لعدة ساعات عبر مسالك جبلية وعرة ومتعبة،وصولا إلى ناحية تگراگرا المعزولة،وسط الجبال.
يذكر،أن جمعية رحل صاغرو للتنمية ،قد شرعت في إقامة هذا المشروع منذ العام 2019،حيث رأت الخيمة المدرسية النور بفضل تضحيات الجمعية وأسر الأطفال الرحل وكذا دعم أصدقاء الجمعية من بعض الأجانب والمغاربة.
وقد شهدت السنتين الماضيين ، إشراف جمعية الإتحاد الجمعوي الروحا ،بشراكة مع قسم التربية غير النظامية بالمديرية الإقليمية للتعليم بزاكورة.
وتطالب جمعية رحل صاغرو للتنمية بالنقوب،وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،ومديريتها الإقليمية بزاكورة، بإدماج هذه الخيمة المدرسية كملحقة فرعية لمجموعة مدارس النقوب، في إطار إيجاد تمييز إيجابي لهذه الخيمة أو بناء قسم مكانها، وتمتيع متعلمي هذه الخيمة المدرسية من نفس حقوق تلاميذ المدارس الرسمية،وتشجيعهم بدعم “تيسير “،في إطار مبدأ المساواة بين أطفال المغرب، تجسيدا لشعار الوزارة” مدرسة منصفة ومواطنة وللجميع” ،كما تدعو كافة المسؤوليين إلى تمتيع مدارس الرحل بتمييز إيجابي، وإخراج برامج حكومية منصفة لهذه الفئة من الأطفال المحرومين من التعليم، وتشجيع المبادرات في هذا المجال،عبر دعم الجمعيات التي تعنى بالأطفال الرحل ماديا ومعنويا.
فلا يعقل أن جمعيات مدنية، ذات إمكانيات محدودة، وذات موارد ضعيفة،تكافح لوحدها من أجل تحقيق الانصاف وتقرب خدمات الدولة لهم، بينما الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ،وكافة المسؤولين،يهملون هذه الفئة الهشة ولا يعطونها ما تستحق من العناية ،وسط الجبال المعزولة،حيث لا مسالك طرقية،ولا بنيات تحتية ولا غيرها.
ويبقى السؤال : أي العدالة والإنصاف للأطفال الرحل بالجبال ،في البرامج الرسمية ؟؟
ألا يستحق هؤلاء تمييزا إيجابيا في مجال التعليم ،ومجالات أخرى،في إطار العدالة المجالية؟؟
