*سعيد أوارغ
أخذت تتكون في مواقع التواصل الاجتماعي قناعة يتقاسمها كثير من المغاربة في الداخل والخارج مفادها ضرورة استكمال احداث مسلسل ” رسائل مرزوق “في جزء ثان.
فقد تقاطرت الرسائل هذه الأيام على كاتب السيناريو مـحمد بوزكَو وعلى بطل المسلسل عبد الواحد الزاوكي، تطالب بالاشتغال على الجزء الثاني لمعرفة المصير النهائي لأبطال المسلسل بالاستعطاف تارة وبنبرة حادة في بعض الحالات.
محجوب بنسعلي الذي شخص دور عبد الرحيم مدير البريد، في تصريح-لموقع سلطانة وضع متتبعيه في سياق إمكانية الجزء الثاني ومما جاء فيه:
“إن قضية الجزء الثاني لا تكون بشكل مباشر في يد المنتج المنفذ او كاتب السيناريو او حتى المخرج. فالأمر مرتبط أولا وأخيرا بنظام طلبات العروض. وإن كان هذا النجاح الكبير لمسلسل “ثيبراثين ن مرزوق” يستحق المشاهدة في الجزء الثاني كونه سيعرف احداثا شيقة جدا”.
مشاهدي القناة الأمازيغية خاصة في أوروبا بدءوا هم كذلك يوجهون رسائل مباشرة للقائمين على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لإبداء رغبتهم في إتمام قصص وأحداث المسلسل التي تفاعلوا معها وصاغوا حول نهايتها فرضيات من الواجب معرفة مدى صحتها:
عبد السلام بنميمون من هولندا قال معلقا على نهاية المسلسل: ” كنا نتمنى أن يستمر المسلسل إلى ما لا نهاية، 30 دقيقة في الحلقة غير كافية ثم أن الأحداث لا تزال مفتوحة ونريد معرفة نهايتها خاصة شخصية سهام وموراي ومستقبل محمـد الذي عاد لينتقم لأمه من زوجها”
أما محمادي الحسناوي من ألمانيا فانه يرى أن الرسائل لم تصل كلها بحيث لا تزال هناك رسائل أخرى نريد أن نتوصل بها كمشاهدين آسرتنا أحداث المسلسل طلية عرضه ويتعلق الأمر بالخصوص بمصير سهام هل استوعبت الرسالة أم أنها ستعود لابن خالتها وتتزوج به ضاربة بتحذيرات مرزوق عرض الحائط. كذلك علاقة مرزوق بخطيبته مريم هل تنتهي بالزواج أم أن لبطل المسلسل رأي آخر خاصة وأن نظراته نحو سهام تقول أشياء كثيرة”
علي كراجي، صحفي مهتم بالحركة الإبداعية في منطقة الريف، بالنسبة له: “رسائل مرزوق، بالإضافة الى كونه مسلسلا استمتعنا مع حلقاته طوال شهر رمضان، فإنه يشكل قيمة مضافة للشأن الفني الأمازيغي، لكونه نبش في قضايا المجتمع الريفي وتمكن من فك شفرات ملفات الفساد المرتبطة بتحالف الادارة والسلطة ورجال الدين، وهذا بفضل حنكة السيناريست والمخرج اللذان جعلا المشاهد يذوب مع محاور هذا العمل، وبالتالي فإنه فضلا عن تصنيفه الفني بإمكانية اضافته لقائمة الأعمال الهادفة لحفظ الذاكرة الجماعية ومحاسبة اختلالات الماضي لاستشراف المستقبل، المسلسل مرآة للمجتمع الريفي في بداية الثمنينات والذي لم نكن نعرفه لذا لقي هذا التجاوب الكبير. من هذا المنطلق أرى أنه انصافا للمسلسل واحتراما للمشاهد على القائمين عليه التفكير في انتاج جزء ثاني لتكتمل الفرجة والصورة أيضا.”
الناقد خميس بوتكمنت الذي تناول المسلسل بالدراسة والتحليل في مقام أخر يقول عن الجزء الثاني : “راقني مسلسل ” ثيبراثين ن مازوق ” الذي أخرجه المخرج طارق الإدريسي و من سيناريو محـمد بوزكَو، هذا المسلسل يعتبر بحق طفرة نوعية في عمل الدراما التيليفزيونة الريفية، مسلسل عمِل بحق على تشريح ظواهر مجتمعية شتى لريف الثمانينات و انفتاحا على حقل مغلق من ذاتنا الجماعية و بنيتنا الذهنية.. أحبذ أن يتواصل العمل بجزء ثانٍ يستكمل الجزء الأول لتوثيق قوة الرابط والتتبع لكل المتابعين الذي اعجبوا بالجزء الأول و أيضا لمتابعة تطور سيرورة الابداع لدى كاتب السيناريو الذي نثق بلا شك أنه سيوفق لقوته الفائقة على صنع جمالية استثنائية في الجزء الثاني لمعرفته الدقيقة ببنية عقلية الانسان الامازيغي بمنطقة الريف، وقوته في التقاط المواضيع المغرية والمشوقة. إن حصل و خرج للوجود و ذاك ما نتمناه”
عبد الواحد الزاوكي، بطل المسلسل اخبرنا بأنه يتلقى بشكل يومي عشرات الاتصالات خاصة من الجالية المغربية بالخارج، بما فيها تلك التي تحمل نبرات التعاطف الكبير مع شخصية مرزوق، مع موراي، مع سهام … بطل رسائل مرزوق بالنسبة له، الجزء الثاني للمسلسل يحتمه مجموع الاحداث المفتوحة ثم رغبة الجمهور وكذلك قيمته التأريخية لنمط العيش بمنطقة الريف. إن هذا التفاعل، وهذه الرغبة من الواجب احترامها.
وعن مدى الاستعدادات للشروع فعليا في كتابة الجزء الثاني نزولا عند رغبة المشاهدين سألنا كاتب السيناريو محـمد بوزكَو الطي وضح لنا بأنه بدأ في عقد لقاءات أولية مع الممثلين للبحث عن مدى سماح مذكراتهم للاشتغال على الجزء الثاني من مسلسل ” رسائل مرزوق”. وكذا التداول مع بعض منهم لمعرفة تصوراتهم لمساراتهم المفترضة في الجزء الثاني لإكمال قصص وأحداث لازالت تحتاج للنهاية وبناء أخرى ميزت الريف في تلك الفترة من قبيل؛ احتراف النساء للغناء، التهريب، التجمع العائلي…
حول سياقات مغامرة الجزء الثاني لمسلسل ” رسائل مرزوق ” أعطانا محـمد بوزكَو الإضاءة التالية : ” هناك فترة مهمة لم يسعف لنا الحظ في تناولها، كنا نود ذلك من خلال الجزء الثاني من مسلسل ميمونت لكننا لم نتمكن من ذلك. والآن نحن أمام فرصة أخرى لتناول فترة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات حيث توسع نطاق استعمال الرسائل كوسيلة للاتصال إلى استعمال الكاسيطات باعتبارها حمالة لمشاعر وأحاسيس صوتية بالإضافة إلى أنها تتضمن مفاجآت وأسرار تثير الاستغراب والدهشة بل وأحيانا تثير الضحك. إنها وسيلة أخرى للتعبير عن سيكولوجية أسر وأناس فرقتهما الهجرة. كما أن تلك الفترة عرفت هجرة قروية نحو المدينة وما تلاها من تشكل جديد للنسيج الاجتماعي في مدينة بدأت تفتح عينيها على التهريب والمضاربات العقارية وكذلك بداية ظهور الفرق الغنائية على شاكلة ناس الغيوان والمشاهب. في ظل هذه الظرف ستتحرك شخوص المسلسل لتستمر علاقات بعضها فيما ستنسج علاقات جديدة تدفع الأحداث نحو المزيد من التشويق وهي الأحداث التي ستجيب في نفس الآن على عدة أسئلة ظلت معلقة مع نهاية الجزء الأول وتستحضر متغيرات جديدة عرفتها منطقة الريف خلال تلك المرحلة. من هنا يمكننا القول بأن الاشتغال على الجزء الثاني قد بدأ وكلنا أمل أن يحظى بقبول لجنة القراءة التي نتمنى أن تضع فينا ثقتها التي لا أعتقد أننا خيبناها في ما مضى من أعمال.”
ميمون زنون الذي شخص دور الابله بحرفية كبيرة طبعت الدراما المغربية ككل، يراهن على الجزء الثاني للمسلسل وفق هواجس أخرى لا تخلو من أهمية ترتبط بضرورة إطلاع المشاهد المغربي بمحطات تطور الاغنية الامازيغية بالريف عبر الفرقة الموسيقية التي أسسها مع قاسم في الحلقات الأخيرة من المسلسل. وهو مسار طويل بدأه كممثل في مسلسل ميمونت وهو يشخص “أمذياز” المنبوذ اجتماعي حد حرمانه من الدفن مع سائر البشر. ويحلم كمشاهد وممثل نقل معاناة المرأة الامازيغية وهي تحترف الغناء في منطقة الريف في الجزء الثاني من مسلسل مرزوق كما هو الحال يمنة الخمالي، الشيخة صباح، ميمونت ن سروان، الشيخة عيشة والقائمة طويلة. وهي أسماء كانت حاضرة عبر الراديو بالصوت فقط في الجزء الأول من المسلسل.
ميمون زنون يتأسف لعدم قبول الجزء الثاني لميمونت في سنة 2014 ويتمنى أن يتلقف السينارست، لجنة القراءة والمخرج أراء المشاهدين وينجزوا الجزء الثاني للمسلسل تعبيرا عن إرادة هؤلاء المشاهدين.