الرئيسيةتاء التأنيثشباب مبدعون: سكينة مشكور.. من الهواية إلى الاحتراف 

شباب مبدعون: سكينة مشكور.. من الهواية إلى الاحتراف 

رغم انها درست القانون العام لكنها لم تستطع ان تكبح ذلك العِشق للفن داخلها فاشتغلت على تطوير إمكانياتها وموهبتها واجتهدت في القراءة والبحث للتعلم والتدريب لصقل موهبتها الفنية و انغمرت في تجارب مسرحية عديدة أظهرت امكانياتها العالية في التشخيص والكتابة والإخراج وهي اليوم تقف بثبات كممثلة، كاتبة ومخرجة متميزة على خشبات المسرح وفي المهرجانات المسرحية وكذلك الحال عندما دخلت عالم السينما فتميزت كُرمت وحَصدت الجوائز لانجازاتها السينمائية التي تشارك فيها في المهرجانات والمنتديات السينمائية، وما تعلمته من هذا وذاك هي تدرسه في مراكز الشباب الثقافية لليافعين  ومن الأطفال ذوي الهمم وتغرِس فيهم مبادئ العمل الفني الرصين ولازالت تبحر في دراسة السينما و فنونها ومدارسها دراسةً أكاديمية علمية وعملية..  

 تنوعت إنجازاتها الإبداعية وهي لا تزال في سن صغير بين المسرح وفنونه والسينما ونتاجاتها من مدارسها الفكرية الكلاسيكي والحديث، فرُشحت ونالت جائزة أفضل ممثلة ارتجال مسرحي أكثر من مرة على مستوى المغرب وأنتجت أفلاماًً سينمائية قصيرة تحاكي اهتمامات الشباب ومشاكلهم ثم نالت عن افلامها هذه جوائز في مهرجانات سينمائية شبابية.  

التقيت سكينة التي تشتغل بشكل دءوب للتحضير لعملها القادم وكان لنا هذا الحوار.. 

حاورتها: اندلس البكري

  • درست القانون ثم حولت مسارك نحو المسرح ثم تخصصت في السينما كيف ترين هذه التحولات في مسيرتك؟   

لا يمكن اعتبار أن التحاقي بالمسرح والسينما كان تحولا، بل على العكس، فدراستي للقانون كانت هي التحول. موهبتي وحبي للفن كانا يلازماني منذ طفولتي، فهذا هو الحلم الذي لاطالما تغنت به مخيلتي وأنا في سن العاشرة، لكن بعد حصولي على شهادة البكالوريا، كان علي مواجهة الواقع، والبحث عن مهنة تضمن لي الاستقرار، وفي نفس الوقت لم أتوقف أبدا عن ممارسة المسرح، ففي فترة دراستي للقانون قمت بالعديد من الأعمال واشتغلت على العديد من النصوص المسرحية وكذا الارتجال المسرحي، وبعد حصولي على الإجازة، وغوصي أكثر في عالم الفن، قررت التفرغ للمسرح، وتعرفت أكثر على السينما، هذا الفن الساحر، الذي يمزج بين الواقع والخيال، ينسج لنا خيوط الحقيقة بأنامل وهمية، وقعت في حب السينما و قررت دراستها من خلال إجازة مهنية بجامعة عبد المالك السعدي والتي حصلت عليها مؤخرا بميزة عالية.

  • دخلتِ عالم التدريس والتدريب الفني مالخبرة وما الإضافة التي اكتسبتها في العمل مع الأطفال والفتية في مراكز الشباب؟     

إنها إحدى النقاط المضيئة في حياتي الآن، في الاشتغال مع شباب وأطفال وأيضا أشخاص ذوي الهمم، أمر في غاية الروعة، يفتح لي الباب لعيش رحلة فريدة، شبيهة أحيانا بقصص أفلام الرسوم المتحركة، لكنها أكثر صلابة وواقعية، ففي كل يوم أقابل مجموعة من الشباب والأطفال، مليئين بالحياة، موهوبين بالفطرة، يجددون في ومعي حب المسرح، جميعهم يحملون أحلاما كبيرة، وأهدافا عظيمة، والجميل أني أشعر بنفسي جزءا من أحلامهم وتوجهاتهم، بالإضافة الى أني اعتبرها فرصة حقيقية لتطوير مهاراتي، فمشاركة المعرفة سبيل لتطويرها، كما أن تقديمها لهؤلاء الشباب فرصة سامية للتعلم، فأنا تعلمت منهم العديد من الأشياء، سواء مهنية أو شخصية، باختصار شديد اعتبر هذه التجربة ذات طابع إنساني ترك بصمة في جوارحي لن تمحى أبدا.

  • حدثينا عن التجارب المسرحية المهمة في حياتك وإنجازاتك الفلمية في السينما وما أقرب الأعمال الى قلبك بين المسرح والسينما؟

في المسرح قدمت العديد من الأعمال كممثلة، منها ما هو هاوي وما هو احترافي أيضا، لكن ما يطبع مسيرتي المسرحية المتواضعة، هو مباريات الإرتجال، والتي كانت تجربة اضافت الى خزينتي المعرفية والفكرية وحتى الشخصية الكثير من الأشياء، الارتجال المسرحي جعلني أعرف قدراتي جيدا، وكيفية توظيفها بالشكل الصحيح، كانت فرصة حقيقية لمعرفة مدى حدود الموهبة التي أملكها، وتألقي فيها كان يعطيني دافعا قويا للإستمرار، أما بالنسبة للعمل المسرحي الأقرب الى قلبي، فأنا أعتبر كل الأعمال التي شاركت فيها في المسرح قريبة الى قلبي، وجميعها تركت بصمة حقيقية وعميقة في داخلي سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، هي دائما فرصة حقيقية للتعلم، وفي النهاية هي جزء مني ومن شخصيتي.

أما بالنسبة للسينما، فقدت قمت بإخراج فيلمين قصيرين يحملان عنوان ((فقط أنا ومرآتي)) و ((28 يوم))، كانت تجربة خاصة، تعلمت فيها الكثير، وأعطتني مساحة كبيرة للتعبير والتجريب، فقد كانت رحلة من امتع الرحلات، سفر وجداني وفكري منقطع النظير، الفيلم الأول ((فقط أنا ومرآتي)) يتحدث عن الحرية من منظور يعكس مفهومها وتجلياتها، فوضع كاميرا أمام مرآة، بقليل من الضوء، وبكثير من السينما قادر على تقديم كل شيء وعكسه، وهذا ما أحبه في هذا الفن، إنه السحر بكل بساطة، وبالنسبة للفيلم الثاني ((28 يوم)) فهو فيلم تخرجي من جامعة عبد المالك السعدي، حاولت من خلاله تقديم حالة إنسانية من قلب المجتمع المغربي، تخص الفتيات، وربما العديد من النساء عاشوها، والأهم أنني قدمتها دون حكم، هو تقديم عقيم لموضوع عقيم، لكنه يحمل العديد من المشاعر، والأهم من هذا يضع الناس في قلب الصراع، فأنا لا أقدم رسالة معينة لكني فقط أقول ما أريد ، وما أراه ضروري أن يقال، فهذا الفيلم يجعلنا نؤمن أن الصمت أحيانا أفضل من قول الأشياء مغطاة بثوب الحياء، الى حد التشويه.

  • أبرز ما حصلت عليه من جوائز في المسرح كان هو حصولي على جائزة أفضل ممثلة ارتجال مسرحي في المغرب. 

وبالنسبة للسينما فيلمي ((فقط أنا ومرآتي )) حصل على تنويه خاص في مهرجان sm3 بدولة أستراليا، ووصل الى النهائيات بفضل تصويت الجمهور العالمي في مهرجان lift off global بالولايات المتحدة الأمريكية، وبلغ النهائيات أيضا في المهرجان المصري الأمريكي المقام بنيويورك والتي سيتم الإعلان عن جوائزه قريبا، كما أنه سيشارك في مهرجان cortos  para tiempos largos بكولومبيا والمهرجان الدولي للفيلم القصير جدا بمراكش الأيام القادمة، وأتمنى أن يحضى بفرص أخرى، فما يهم ليس هم الجوائز وإنما أن يشاهد أكبر عدد من الجمهور أعمالي الفنية حول العالم. أما بالنسبة للفيلم الثاني فهو لم يعرض بعد وأتمنى أن يلقى نجاحا كبيرا وينال إعجاب الناس و يستمتعون به.

  • مالرسالة التي تريدين إيصالها للمتابع من خلال أعمالك المسرحية والسينمائية؟             

أنا في الحقيقة لا أبحث عن تقديم رسائل معينة، بقدر ما أهتم بتقديم حالات إنسانية ربما لا ينتبه لها عامة الناس، أو لا يتحدث عنها الجميع، حالات تخاطبني بعمق, فيصبح همي الوحيد أن أريها للجميع كما أراها أنا، فالأجمل في السينما، وخصوصا السينما التي أريد تقديمها، هو أن أعطي للناس عيناي كي يروا من خلالها واقعهم كما لم يروه من قبل.

  • من هي الشخصية التي تتمنين تجسيدها على المسرح والقصة التي تطمحين إنتاجها وإخراجها للسينما؟   

أنا أتمنى أن ألعب شخصيات كثيرة على المسرح، المهم أن تكون حاملة لأشياء تستحق أن ترى، وتحتوي على مساحة تجعلني أستمتع، وإن أردت شخصية بعينها فأنا أتمنى أن أقدم للناس شخصية جدتي، فهي إنسانة تستحق أن يراها العالم، لما تحمل بداخلها من جمال، وقوة ومشاعر، وأيضا لارتباطي الشديد بها.

أما بالنسبة للقصة فأنا لطالما تمنيت تقديم فيلما عن أحداث وقعت في المغرب، وتقديمها بطريقة مختلفة، والحديث عن الاشياء التي يجهلها الجميع، فالمغرب بلد عظيم، خلفه تاريخ كبير، يستحق أن يقدم للعالم بطريقة مختلفة، ونحكي لهم عن تاريخنا بالشكل الصحيح، الأصدق والأمثل.

  • ماذا تنصحين الشباب المقبل بشغف على اعتلاء خشبة المسرح والولوج إلى عالم السينما؟

لا أظن أني مؤهلة لتقديم النصائح، فأنا لا أملك الكمال في كل شيء، ولا أعتقد أن الطريقة التي ولجت بها عالم الفن هي الأمثل، كل شخص له حكايته الخاصة هو بطلها، وسوف يعيشها وفقا لأحداث تخصه وحده، لكن ما يمكنني قوله للشباب وما أقوله دائما لطلبتي، ثقوا في أنفسكم وأحلامكم وآمنوا بها، بل وحاربوا من أجلها، فهناك العديد من الأشياء الجميلة تنتظركم عند الوصول وتستحق السعي لأجلها، ركزوا من فضلكم على العمل الجاد والإحتهاد، لكي تعلموا أن الوصول ليس سهلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

%d مدونون معجبون بهذه: